الأربعاء، 19 يونيو 2024


***  جبينٌ طاهر. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** جبينٌ طاهر. ***

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري 

***  جبينٌ طاهر. ***

من الحرِّ أو البردِ

تلاشى في النهى رشدي


من القربِ تلاشينا

تلاشينا من البعدِ


كثيراتٌ هي الأعسارُ

من أزماتِكَ الصُلدِ


أراضيكَ بلا نخلٍ

فلا من جنةٍ خُلدِ


بل انثالَ الأذى فينا

على الآباءِ والولدِ


عراقٌ جرحُهُ أمسى

من المهدِ إلى اللحدِ


فلم تنشأ على سلمٍ

ولم تنشأ على ودِّ


لأنَّ الجرحَ لم يبرأ

ولم تبرأ عرى الحقدِ


وباءٌ لم يزل يأتي

من الأعداءِ إذ يُعدي


عراقٌ صانعُ الأمجادِ

إلى الأمجادِ إذ يهدي


عراقٌ حدُّهُ حدٌّ

كحدِّ السيفِ في الحدِّ


سقوكَ السمَّ كي تفنى

سقوكَ السمَّ في الشهدِ


لكي تبقى على جَزرٍ

لكي تبقى بلا مدِّ


كشفتَ الحقَّ وانجابت

من الأضغانِ فالحقدِ


عراقٌ سيِّدٌ يرضى

حياةً ليس كالعبدِ


جبينٌ طاهرٌ يعلو

فمن سعدٍ إلى سعدِ


هو الهيجاءُ في حربٍ

هو الفولاذُ في السدِّ


تحمّلنا فلا تحزن

فإنا الأسد من أُسدِ


وإنا لم نزل سمرًا

وذا النيشانُ في الخدِّ


وإنا كالحصى عددًا

إذا باشرتَ بالعدِّ


كذي القرنين واحدنا

لنبلغ مطلعَ المجدِ


نباري الريحَ في جذبٍ

كما باريتَ في الشدِّ


ويومَ الغارةِ الكبرى

وجدتَ العزمَ في الحشدِ


بنوكَ اليوم لم ينسوا

فما زالوا على العهدِ


أبي قد نال من جدي

عظيمَ الحظِّ والجَدِّ


فثابرنا وواظبنا

فإنَّ النصرَ في الجِدِّ


هنا خالطتَ أحشائي

فبان الحبُّ في الجلدِ


وإذ تعدو بشرياني

من القلبِ إلى الكبدِ


هنا النهرانِ ما زالا

مصبَّ الماءِ من عندي


فلم أتركَّ في ضيقٍ

وإن أمسى الورى ضدّي

بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق