الجمعة، 2 فبراير 2024


(  حبٌُُ مُريع ... وطلاق سريع  )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( حبٌُُ مُريع ... وطلاق سريع )

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

(  حبٌُُ مُريع ... وطلاق سريع  )

لقد كنتُ ولم أزل في موقف سلبي من المبالغة بالعواطف للحد الذي يُخرج الإنسان من دائرة الرزانة ... ويدخله فيما يسمى بحالة ( التطير ) والهوى الجامح الذي يُذهِب العقل ويلغي البصيرة ...  وسواء أكانت المبالغة في حالة الفرح والرضا ... أم في حالة الحزن والغضب ... فيجب على الإنسان العاقل أن يضبط عواطفه وتقلباته غير المقبولة وغير المنطقية والتي تضعه موضع الشبهة والإستغراب  وتحط من قدره  ومكانته في مجتمعه ولا سيما فيما بين العقلاء ...

ومن الملاحظ أن الإنسان سريع الإنفعال سواء في حالة الفرح أو حالة الحزن  ... هو إنسان سريع التقلب وتغيير رأيه من حالة الحب الأسطوري  ... مثلاً ... إلى حالة الكراهية المطلقة والنهائية  ...  

ونلاحظ هذه النوعية في بعض الأشخاص الصاخبين في الإعلان عن عواطفهم  وإشغال  المجتمع  بتلك العواطف  المقدسة التي لا مثيل لها في الكون ... وبعد حرب كونية يتزوج من معشوقته ... وبعد عدة أشهر نراه في المحاكم الشرعيَُة  ... يشغل الكون أيضاً بقصص وحكايا  زوجته التي يسعى إلى طلاقها  ... إما مخالعةً رضائية سريعة ... إن وافقت عليها ... وإلا فطلاقاً تعسفيٌَاً  ما أنزل الله فيه من قول 

وترى تلك المعشوقة المسكينة ... وقد إنهار حاضرها ومستقبلها ... لا لشيء إلا لأنها خدعت بذلك الحب الصاخب المبالغ فيه إلى الدرجة التي تُخرجه عن المألوف ...

وقد حذرنا رسولنا الكريم من الخفة والتطير  ...  ودعانا إلى إعمال العقل والحكمة في مجمل حياتنا كما قال عليه السلام ( كل مَدٌَاحٍ  ذَمٌَام  ) ... وقال ( إذروا وجه المدٌَاحين بالتُراب )  ...  وإن دل هذا الموقف النبوي العظيم على شيء فإنما يدل على ضرورة الإبتعاد  عن الهوى الجامح  و نبذ تلك النوعية من البشر التي تهوٌِن أمامكم الموت ... وللموت سكرات  ... لا سيٌَما إن وافق الأمر هواها ... بينما تُريكمَ الجحيم في الجنان إن تعارض الأمر مع رغباتها ...  فلا تقعوا في شراك المتطيرين ...

بقلمي المحامي: عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق