*** هل سامحتني. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** هل سامحتني. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي
*** هل سامحتني. ***
إن حاولت نسيانك
وترك كل ماوراء الذكريات
وهل تشكرني يوما ..إن هجرت
وإن كسرت زجاج نوافذ الحب
وحطمت المرايا
لن أمارس أفعال الهوى
ولن أبكي..
سأكون على مستوى العاقلين
وسأعلن أن أمطاري تبلل ثوبي
بعد الاحتماء من رياح الشمال
وإن رسمت الصيف يوما
لكنني عشقت موسوعة البرد
و سأنتظر الشتاء
ليكون رفيق شعري
مجازا سأنظم بعض أبياتي
وأصفح عن جنوني وأكافيء أقلامي
وأوراق كتابي المملوءة برسائلك
أوصلني الهجر لهذا المكان
بلا حدود ولا جنوب ولا شمال
وبلا نكهة أو لون للسماء
عارية الأرض من أي لغة
ولا أشبه أحدا
جئتك في آخر الزمان
وبعد نفاذ البشر
رفضت كل الكلام
لأنشد لك قصيدتي ..وأحرق الباقي
لأكون بداية النساء
وداعا لطفولة باءت بالبراءة والفشل
مزيدا من المفردات ولغة المستحيل
لابدايات للجمل ولا نقاط للنهايات الموجعة
لن أسمح لهم بإعراب الكلام
ولا بالوزن والقافية
أنا امرأة ..ذات لغة وصوت
وحرف فريد
لا تليق بالارث القديم من الأعراف
تسرق الزهور والطعام من مناقير الطيور
وتطعمه للصغار
تحتسي القهوى في شرفات النخيل
وتحاول الحب
دعني أحاول
وأتناسى..
وأمسك ببعض الطقوس
دعني وحيدة في المنفى
خارج كل الشرائع والأنظمه
مع قراءة أي كتابٍ
يتحدث عن أي شيء وكل شيء
من أجل قضاء الوقت
دعني أهجر قصاصات الجريدة
ومن يتحدث عن السياسة
والحكماء والأديان
ومن يذكر أي رئيس أوشعب أوفقراء
وأراقب حال البشر.
لا يخوضون حروبا، ولايخرجون...
ولا يتخذون البلاغة عملا
ولا يترفع بعضهم على بعض..
دعني أحاول من جديد رسم حدود بيتي ووطني الأمثل
وأتحصن بأوراقي الصحيحة
وجواز سفر بلا لون
ولا بيانات
وإن رأيت جيوشا على مرأى النظر
لن أراها..
دعني ألوذ بلحظات المساء
ومدفأتي
وبعض أثاث بيتي المتهالك
ولكن ..في سلام
ولن أرقب عقارب الزمان
ولا دوامات الوجع
لترتاح روحي
بعناق الاستحقاق ..مع نفسي
بقلم : امية الفرارجي
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق