( بَينَ حَضارتَيْ العَرَبِ والغَربِ)
النادي الملكي للأدب والسلام
( بَينَ حَضارتَيْ العَرَبِ والغَربِ)
بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري
( بَينَ حَضارتَيْ العَرَبِ والغَربِ)
نَشَرَ الغَربُ في الشُّعوبِ العَداءَ
وَنَشَرنا مِنْ قَبْلُ فِيهِ الضِّياءَ
لا تَقُلْ غَابَتِ المَعالي وَغَامَت
شَمسُ عِزٍّ لِكَيَ نُطِيلَ البُكاءَ
أَو تَقُلْ حِينَ يُذكَرُ الأَمسُ فَخرَاً
ذاكَ عَصرٌ مَضى وَمَجدٌ تَنائَ
إِبْعَثِ الأَمْسَ عَلَّنا نَتَشَّهى
عِزَّةَ الأَمسِ أَو نَزِيْدَ مَضاءَ
كَمْ طَلَعنا على الظَّلامِ شُموساً
وَحَلَلْنا على الدُّنى آلاءَ
وَسَكَبْنا الحَياةَ أَكؤُسَ حُبٍّ
فَرَدَدنا جَحِيمَها نَعماءَ
ماسَطَونا على العِبادِ لِقَهْرٍ
بَلْ نَزَلْنا عَلى الصُّدورِ شِفاءَ
لَيسَ ماشَادَهُ الحَدِيْدُ رُقِيَّاً
إِنْ هَوى العَدلُ حَولَهُ أَشلاءَ
وَتَلَوّى الفَقِيرُ يَرمُقُ قَومَاً
أَفعَموا البَطنَ تُخمَةً وَثَراءَ
كَذَبَ الغَربُ ماتَحَضَّرَ يَومَاً
بِسِوى آلَةٍ تُشِيعُ الفَناءَ
وَنِظامٌ يَرَى الخَلائِقَ شَتَّى
وَيَرى العَدلَ قُوَّةً واصطِفاءَ
وَتَسودُ الأَخلاقُ فِيهِ لِنَفعٍ
فَإِذا زالَ لَمْ تَعُد تَتَراءى
ماعَنى مِنْ حُرِّيَةِ المَرءِ إِلَّا
أَنْ يَنالَ الغِذاءَ والأَهواءَ
وَرَأى -غَيرَ شَعبِهِ- كُلَّ شَعبٍ
غَنَماً يَستَبِيحُ مِنها الدِّماءَ
أَخلَصَ الوّدَّ لِلْكِلابِ وَأَهْدَى
جِنسَهُ البُؤْسَ والرَّدَى إِهْداءَ
حِكْمَةُ الغَربِ لُقْمَةٌ وضَمِيرٌ
نَسِيَ اللهَ فَوقَهُ والجَزاءَ
وَمُجُونٌ يَغُوصُ فِيهِ شَبابٌ
أَلِفَ السَّطوَ شِرعَةً والبِغاءَ
وَحَشِيشٌ تَئِنُّ مِنْهُ بِلادٌ
يَحصُدُ الجُوعَ شَعبُها والعَناءَ
وَفُنونٌ تُثِيرُ كُلَّ جُنونٍ
وَأَساطِيلُ تُفسِدُ الأَجواءَ
كَذبَ الغَربُ لَيسَ يَرقَى حَقُودٌ
جَعَلَ السُّمَ لِلمَريْضِ دَواءَ
فَاخْسَئيْ ياحَضَارَةَ-الإيْدزِ- عَاراً
واتْرُكِيْ العِلمَ لِلوَرى شُرَكاءَ
وابْزُغِيْ يامَناقِبَ العُربِ نُوراً
لا تُطِلِّي تَرَدُّداً وحَياءَ
كَمْ اَرادُوا لِحُلْمِنا أَنْ يُوارى
وَأَحاطوا تَارِيخَنا إِخفاءَ
هَكذا دَأْبُهُم إِذا قَامَ شَعبٌ
يَنْشُدُ المَجدَ اَو يَرومُ العَلاءَ
كَمْ رُمِينا بِسهمِ كَيْدِ وغَدرٍ
وَشهِدنا مِن قَومِنا أُجَراءَ
والكَريمُ الأَبِيُّ مَرمَى سِهامٍ
واتِّهامٍ مَهما اَفاضَ العَطاءَ
كَم رَأونا نَشُقُّ دَربَ نُهوضٍ
فَتَنادَوا ولَفَّقوا الأَنباءَ
ما أرَدنا بِشَعبِهِم مِنْ ضِرارٍ
حِيْنَ هَمُّوا بِشَعبِنا إِيذاءَ
هُبَّ يافَجرُ مِن ضُلوعِ الصَّحارى
ولْيُثِيروا سَحائِباً سَوداءَ
واصبِري يارِمالُ صَمتُكِ وَعدٌ
أَن تَعودي إِلى الدُّنى خَضراءَ
يَسطَعُ النُّورُ في بَهيمِ اللَّيالي
كُلَّما زادَتِ اللَّياليْ عَماءَ
سَتَكونُ النَّوائِبُ الدُّهمُ خَيراً
هُيَ كالجُرحِ يُوقِظُ الأَعضاءَ
فَاصدُقِي ياضَمائِرَ العُربِ سَعياً
وارمِيْ بِالجَهلِ والعَداءِ وَراءَ
واجعَلِي العَقل هادِياً في زَمانٍ
فِيهِ صِرنا نُحَكِّمُ الأَهواءَ
شعر ؛ زياد الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق