*** يعقوب يبكي ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** يعقوب يبكي ***
بقلم الشاعر المتألق: أنور مغنية
*** يعقوب يبكي ***
واقفٌ في حضرتهِ أحييِّهِ
عاشت جلالتكم ، عاش سموكم
عاشت فخامتكم.
اليوم تنبتُ الثورةُ من عقمِ القوانين.
وهذا الإنحطاطُ يدافع عن كرامتهِ
وذاك التخاذلُ يتفشَّى في الخراب
في كلِّ هذا الوطن المُهدَّمِ
في وطنٍ من المهزومين.
ما كلّ هذا الجلال ؟
وهيكل سليمان يبنى
وهدهدٌ فيه يحكي
أن بلقيس من الحاضرين .
من أين لكم هذه ( الشين ) ؟
ومن أين هذه (الخاء) الوسخة ؟
الا فافرحوا أيها البغايا
فاليوم تُذبحُ ثانيةً فلسطين.
تلك الأمة الجاهلية الجاهلة
ترقص فرحاً عند أقدام قاتلها
جاءت الساعة ونوحٌ
يبني سفينتَهُ للطوفان
إن الله مع الواقفين.
يعقوب يبكي
فما أكل الذئبُ يوسفاً
لكن إخوانه كانوا متآمرين
أيوب كان صامتاً صابراً
واقفاً على خراب بقايا
بيوت الثائرين.
يا خجلاً ويا أسفاً
أين عقائدكم ؟ أين إيمكانكم؟
أين أنتم من الدين ؟
أيها المفترسون لماذا؟
لماذا أتيتم على الجسدِ الطري؟
وقمتم بنهبهِ،
إنهبوه واسلخوا جلدَهُ
إنَّ هذا الجلدَ ثمين.
وتلك الطفلة انزعوا عنها ثيابها
وخذوا أقراط أذنيها، حقٌّ لكم
إنها طفلة من فلسطين .
إنَّ الله خبَّأ على لسانها
مفاتيح لغةِ الجنَّةِ
وجعَلَت لنا في هذا القلب رنين .
أقسمُ بأنني أرى قلبي
وقد اجتمَعت فيه غزَّةَ
واشتعلتُ عشقاً
فما عندي بالسلاح من شكٍ
وإنما بما وراء السلاح
فلا تتركوا هذا السلاح
ولا تتركوني حزين.
اليوم ميلاد طفل عشقٍ
عشقٌ تشتدُّ صواريخهُ
ولهذا العشق أشعلتُ كلَّ شموعي
وأشعلتُ حرائقاً في كلِّ المدائن .
إنَّ المدنَ في المخاض الآن
هو الحريق المبارك .
صرنا بهدي الله من العارفين .
الأمهات بكينَ واليوم يلدنَ بلا حملٍ
يأتيهن الطلقُ بغير مخاضٍ
فكل طفلٍ شهيدٍ ولادة .
كل طفلٍ قتيلٍ طلقٌ وألمٌ عظيم.
ليت الزمان مثل هذا الدمار
إني أرى فيه وجهاً للحضارة
أعلمُ هذا علمَ اليقين .
نحنُ عالمٌ امتلكَ الخراب
وامتلكَ اليُتمَ وامتلك الصاروخَ
أمتلك الحضارة ، ما عاد من المحطمين.
هذا الذي تُحضرهُ القنابل
هندسةٌ للقيامة.
لا بدَّ أنك تعرفين يا فلسطين.
كأن هذه الإنفجارات أشعلت الروح
وجاء فرحي صنوبرةً من دُخان .
ابتدأ الصمتُ وابتدأ القصفُ
وابتدأت الأمهات يرضعنَ أطفالهنَّ
والشهداء يخرجون بصمتٍ
يصرخون ويلعبون في الأنفاق
وهذا طفلٌ شهيدٌ بتروا يديه
وبقيَ ملتصقاً إلى صدرِ أمِّهِ
يمشي إليها بدون ساقين
يمشي فرحاً وإن كان حزين.
ورأيتُ عيسى في بيتِ لحمٍ
يعلنُ قيامتهُ يغسلُ دمَ الأطفال
عن الصخرةِ من الغاصبين.
فاغسلوا كعبة الله من الآثمين.
إنَّ اللهَ ليغضبُ لطفلةٍ
تسمعُ السماء صرختها
أن ادخلوا في هذه الهمجيَّةِ
وتلك طفلة من يغطي جسدها
بوردةٍ وباقةٍ من ياسمين؟
بقلم : د.أنور مغنية
2023 10 22
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق