*** أمّي المقدسية. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أمّي المقدسية. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
*** أمّي المقدسية. ***
يا قدسُ رُدّي إن سألتُ جوابي
ما مسَّكِ يربو على استيعابي
أنا من دمي أسقي جراحَكِ جاعلًا
للقدسِ منزلةً هنا بجنابي
حتّامَ تحتدمُ الجراحُ فأذرعٌ
للموتِ نشهدُها بجنبِ البابِ
فتموتُ يافا والخليلُ وغزةٌ
ويعيشُ خصمٌ دعاموا الإرهابِ
كَفَني الدماءُ فأصبحت أرواحُنا
ملفوفةً في الدّمِ والأوصابِ
صُلبت هنا معنى الطفولةِ وابتدا
عزمٌ ليشملَ عالمَ الأصلابِ
قُصفت على مرأى الجميعِ طفولةٌ
فوعت على نابٍ ومكرِ ذئاب
لم يفهموا لغةَ الحوارِ فأسرفوا
سفكَ الدماءِ لهم وقطعَ رقابِ
قصفوا الحياةَ بمدفعٍ فتناثرت
أشلاءُ حقٍّ فوقَ كومِ صوابِ
رُفعت صلاةٌ بالدماءِ أذانُها
ودعاءُ شيخٍ داخلَ المحرابِ
لم ينتقم سيفُ العروبةِ حينما
أمسى بغمدٍ وسطَ وكزِ حرابِ
وتجيءُ أمٌّ والسلاحُ جنينها
فيزيدُها الصاروخُ رفدَ ثوابِ
أنا طفلُكِ أبقى ببطنٍكِ حارسًا
وأزيحُ عنكِ تغطرسَ الأغرابِ
ووهبتُ أمّي المقدسيةَ نخوتي
وسقيتُ حاضرَ أمَّتي آدابي
وقعت على أرضي الجريحةِ نخوةٌ
وفقدتُ إثرَ النازلاتِ صوابي
ودفنتُ تاريخَ العروبةِ في اللظى
وطفقتُ أخصفُ ما بقيتُ عذابي
وبدت بقصفِ الآمنينَ سخونتي
وبدا بهدمِ الذكرياتِ حسابي
ولتنتفض صمُّ الصخورِ وأبحرٌ
سيثورُ في وجهِ الغزاةِ ترابي
فنذرتُ روحي للشهادةِ عندَكِ
يا قدسُ هاكِ إن قبلتِ إيابي
لا تأملي صمتًا وإذنًا لم تعي
والنومُ مضروبٌ على الأعرابِ
لم يبقَ زيتونٌ وتينٌ قائمًا
دُفنت بجنبِ مقابرِ الأعنابِ
شررٌ تطايرَ من عيونٍ أسلمت
لتُقيلَ مُنقلِبًا على الأعقاب
ما يفهمونَ جنابَكِ فبجهلِهم
باتوا ليردَعهم أولو الألبابِ
وأزحتِ من تلكَ الوجوهِ حقيقةً
حتى غدوا غرضًا بغيرِ نقابِ
قلمٌ تجرَّدَ مدفعٌ في خصمِهِ
يرمي بشعرٍ حارقٍ وخطابِِ
كعبَ بنَ مالكَ أو جريرَ تخالُنا
أو أنّهُ شعرٌ من السيّابِ
نحنُ الذينَ سيغلبونَ بإذنِهِ
وعدُ الإلهِ هنا بمتنِ كتابِ
وستُهزمون فشاهدي في خيبرٍ
وكما غلبنا معشرَ الأحزابِ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق