الأربعاء، 4 أكتوبر 2023


( عيون باسمة )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( عيون باسمة )

بقلم الشاعر المتألق: هيثم الزهاوي 

قصة قصيرة 

( عيون باسمة )

حبهما كان صادقا , ومن شدة صدقه , أرادا الاعلان عنه , لكنها الظروف , غالبا ما تاتي مخالفة للاماني , وتجري رياحها ,  عكس أتجاه رغباتنا , أندلعت ثورة الجياع , وكان هو ثائرا متمردا على الظلم والطغيان , أنشغل عنها لحب أكبر من حبه لها , أنه حب ألأوطان , فاضطربت مشاعرها هما وحزنا , فقلبها الصغير لم يكن يدرك عظم المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه , ذلك الحبيب ألأقرب اليها من الوريد الى القلب , 

وبين هرج ومرج الثورة , ضاعت أخباره لفترة , أخذت الوساوس منها ماأخذت , بقيت تنتظر منه أي خبر, لأنها كانت تخشى عليه من الضرر, لا زالت تراقب عند الباب , علها تجد لأسألتها أي جواب , كانت ترقب بعيون حزينة , فقدت السكينة تتمنى ان تسمع عنه أي خبر , لتحصل على الطمأنينة , ترى , هل نساني ام أنه  أصابه مكروه , لسانها كان يردد بالدعاء خيرا له , وشرا على ألأعداء , كانت تخشى ان يلم به مكروه , أحتارت ماذا تفعل , وكيف السبيل اليه , فما اصعب الانتظار , وما اقسى عناده عندما كانت تطلب منه أن يوافيها أولا بأول بألأخبار , الاحوال كانت تزداد سوءا في نشرات ألأخبار , وسقوط الشهداء والجرحى وألاعتقالات المقصودة والعشوائية كان أمرا شبه يومي , 

في كل يوم , عندما يسدل الليل خماره الأسود عليها , بقايا خوف من المجهول كان يرافقها , وفي رحلة ذلك الأرق اليومي الذي كان يبدو وكأنه لاينتهي , كانت روحها صامتة , رغم أن جرحها بغيابه ثرثار , ينتظر من الروح به أن تبوح ,

الى ان اتاها الخبر ، و أنه جريح في أحدى المستشفيات الخفر  ،          

ترى هل هو سالم ؟ ياربي ماأطول الطريق , أخيرا وصلت اليه ,هدات لأن عيونه كانت مفتوحة , أقتربت منه شيئا فشيئا , كان مبتسما وعيونه شاخصة الى مقعده في الجنة .

بقلم : هيثم الزهاوي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق