( عيون باسمة )
النادي الملكي للأدب والسلام
( عيون باسمة )
بقلم الشاعر المتألق: هيثم الزهاوي
قصة قصيرة
( عيون باسمة )
حبهما كان صادقا , ومن شدة صدقه , أرادا الاعلان عنه , لكنها الظروف , غالبا ما تاتي مخالفة للاماني , وتجري رياحها , عكس أتجاه رغباتنا , أندلعت ثورة الجياع , وكان هو ثائرا متمردا على الظلم والطغيان , أنشغل عنها لحب أكبر من حبه لها , أنه حب ألأوطان , فاضطربت مشاعرها هما وحزنا , فقلبها الصغير لم يكن يدرك عظم المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه , ذلك الحبيب ألأقرب اليها من الوريد الى القلب ,
وبين هرج ومرج الثورة , ضاعت أخباره لفترة , أخذت الوساوس منها ماأخذت , بقيت تنتظر منه أي خبر, لأنها كانت تخشى عليه من الضرر, لا زالت تراقب عند الباب , علها تجد لأسألتها أي جواب , كانت ترقب بعيون حزينة , فقدت السكينة تتمنى ان تسمع عنه أي خبر , لتحصل على الطمأنينة , ترى , هل نساني ام أنه أصابه مكروه , لسانها كان يردد بالدعاء خيرا له , وشرا على ألأعداء , كانت تخشى ان يلم به مكروه , أحتارت ماذا تفعل , وكيف السبيل اليه , فما اصعب الانتظار , وما اقسى عناده عندما كانت تطلب منه أن يوافيها أولا بأول بألأخبار , الاحوال كانت تزداد سوءا في نشرات ألأخبار , وسقوط الشهداء والجرحى وألاعتقالات المقصودة والعشوائية كان أمرا شبه يومي ,
في كل يوم , عندما يسدل الليل خماره الأسود عليها , بقايا خوف من المجهول كان يرافقها , وفي رحلة ذلك الأرق اليومي الذي كان يبدو وكأنه لاينتهي , كانت روحها صامتة , رغم أن جرحها بغيابه ثرثار , ينتظر من الروح به أن تبوح ,
الى ان اتاها الخبر ، و أنه جريح في أحدى المستشفيات الخفر ،
ترى هل هو سالم ؟ ياربي ماأطول الطريق , أخيرا وصلت اليه ,هدات لأن عيونه كانت مفتوحة , أقتربت منه شيئا فشيئا , كان مبتسما وعيونه شاخصة الى مقعده في الجنة .
بقلم : هيثم الزهاوي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق