*** وَطَنِي الجَرِيح. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** وَطَنِي الجَرِيح. ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الادريسي
*** وَطَنِي الجَرِيح. ***
قَبْلَ الفَجْرِ قَبْلَ وَقْتِ التَّسْبِيح
النَّاسُ نُوَّامُ جاءَ الخَبَرُ القَبِيح
تَحَرَّكَتْ الأرْضُ سَقَطَ الضَّرِيح
اِنهارَ المَنْزِلُ المَسْجِدُ الفَسِيح
اِسْتَيْقَظُوا الرُّعْبُ كَسَى وُجُوهَهُم
مِن هَوْلِ الفاجِعَةِ الخَوْفُ مَلَكَهُم
الوافِدُ غَيْرُ مَرْغوبٍ فِيهِ فاجَأَهُم
أيْنَ الذَّهابُ المفَرُّ القدَرُ فَزَّعَهُم
الأرْضُ نَطَقَتْ كَفَى مِنْ لُعْبَةِ العَبَث
كَفَى مِن تَخْرِيبِها كَفى مِنَ الخَبَث
وَجعٌ أصَمٌّ حَنينٌ أخْرَسٌ أمامَ الجُثَث
جِراحٌ صَعْبَةُ الاِنْدِمال ضاعَ الحَرْث
حُرُوفٌ في مَقابِر سُطُورِ سَقَطَت
و قُبورٌ تَحْتَ الأنْقاضِ تَوَسَّعَت
النِّساءَ الرِّجالَ الصِّغارَ جَمَعَت
لا أعْرِفُهُم عَليْهِم عَيْني بَكَت
إنَّ الشِّعْرَ مُتْعِبٌ إذا نَقَلَ الأوْجال
الشِّعْرُ صَعْبٌ أمامَ دُمُوعِ الأطْفال
وطُفُولَةٍ خائِفَةٍ تَرْتَعِشُ مِنَ الأهْوال
الفاجِعَةُ قَتَلَتْ بِداخِلِها كُلَّ الآمال
شَعْبٌ مُفْقَرٌ اِرْتَدى حِدادًا بَعْدَ الزِّلْزال
قَهْرُ الحُزْنِ يَأْكُلُ قَلْبَهُ طَوالَ الأجْيال
سادَ الصَّمْتُ عَلى تَحْتَ رُكامِ الأطْلال
إلاَّ أَنِينًا تَحْتَ الخَمائِلِ وأحْجَار التِّلال
تَبْكِيكُم عُيونٌ لَمْ تَجِدْ دَمْعًا تُسْكِبُهُ
قَلْبِي الضَّعِيفُ ما كانَ لِيَحْتَمِلَ وَجَعَهُ
أجْسامٌ اِسْتَقَرَّتْ تَحْتَ الأنْقاضِ تُحْزِنُه
الكَلِماتُ أصْغَرُ مِن وَصْفِ ما يُحِسُّهُ
زَحْمَةُ الكَلِمات كادَتْ أنْ تُعِيقَ الشِّعْر
الشِّعْرُ حُروفٌ تَنْفَجِرُ عَلى شاطئ البَحْر
الشِّعْرُ أحاسِيسٌ تَتَجَدَّدُ كَأوْراقِ الشَّجَر
الشِّعْرُ أنِينُ زَفْرَةِ المآسي بِجانِب النَّهْر
القَتامَةُ تُخَيِّمُ على القُرَى و مُدُنِ وَطَني
تَحَرَّكَ الشَّعْبُ قالَ هُنَا أنَا بِرُوحِي وَبَدَني
مِنْ أهْلِ الشَّمَالِ مِنْ طَنْجَةَ مِنْ تِطْواني (1)
مِنْ شَرْقٍ مِنْ جَنُوبٍ مِنَ الدَّخْلة وعيوني (2)
طنجة 09/09/2023
د. محمد الإدريسي
(1) تطوان مدينة بالشمال الغربي بالمغرب
(2) العيون مدينة بالصحراء المغربية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق