الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023


***منازلات شعرية***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***منازلات شعرية***

بقلم الشاعر المتألق: د. محمد مكي 

منازلات شعرية

جاءت معذبتي

------------------

على غرار قصيدة الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب "جاءت معذبتي في غيهب الغسق" نظمت قصيدة بنفس الوزن وبقافية مختلفة 

قصيدة ابن الخطيب :

جاءت معذبتي

******

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

 كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

  أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

  مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة

  موضوعة قد أتت من قول مختلق

قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ

  وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له 

    ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها

    زحتُ اللثام، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها، قبلتني، وهي قائلة

   قبلت فاي، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا

  قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي

قصيدة حمزة الأقرع :

جاءت معذبتي

‐--‐--------------

جاءَتْ مُعذِّبَتي في آخرِ السحرِ

  كأنّها إذ تَبَدّتْ فِلقةُ القَمَرِ

فقُلتُ أهلاً وسهلاً يا مُنايَ أَما

   خَشِيتِ ظُلمَةَ هذا الدربِ والخَطَرِ؟!

قالتْ ألا فلتَدَعْ عنكُم مُعاتَبَتي

   فمَن تبلّلَ لا يَخشى مِنِ المَطَرِ

فقُلتُ هذا كلامٌ كلّهُ كذِبٌ

   وما كلامُكِ إلا قولُ مُبتَكِرِ

قالتْ وحقِّ عُيوني يا مُنايَ وهَل

     هُناكَ أغلى من العينينِ والبَصَرِ؟!

إنّي أحِبّكَ حُبّا كادَ يقتُلُني

   وبِتُّ أخشى على نفسي مِن الضَرَرِ

فقُمتُ مِن وَلَهِي حتى أُقبّلُها

   وقد تَبيّنَ تحتَ الثغرِ كالدُرَرِ

قبلتُها قبلةً جُنَّ الفؤادُ بِه   مِن بعدِها قُبَلٌ جاءتْ على الأَثَرِ

قالتْ ألا فلتُعانِقْني فقُلتُ لها

  هذا حرامٌ بِهِ، فَضلاً عنِ النَظَرِ

قالتْ وقد لاحَ لي في وجهِها حَزَنٌ

     تاللهِ تَحرِيمُهُ ما جاءَ في الخَبَرِ

  الشاعر مازن حمزة الأقرع  

  وهذه خاطرتي أنا..

قلت

جاءت معذبتي

جاءت معذبتي في آخر العمر

والشيب يصحبني يزهو به شعري

قالت يزيد بهاء بين مفرقكم

كالبدر يسبح في نور وفي مطر

لا تأخذينا لهذا الشوق ثانية

لا تخدعينا أبعد الليل من قمر

قالت وهز بها حسن لمعطفها

الشمس تشرق بعد الفجر والسحر

ريحانة القلب ولى العمر أجمله

والروض أقفر من زهر ومن ثمر

قالت بياضك رغم الشيب يأسرني

الشيب في الشعر لا في القلب يا عمري

لما مددت يدي قامت مسلمة

قلت السلام لنا ما كان في أثر

وقبّلتْها ولم تكمل بها مائة

قلت اختميها أما تخشين من وزر؟!

أغرت فؤادي حتى صغت قافيتي

فطار بي الحسن مثل الطير في الشجر

هذي ورودك  بين الروض مزهرة

بين الفضاء متى تأذنك تنهمر

ما زلت أجمل في العينين قد نضجت

فيك الحياة بحسن فيك مزدهر...

 بقلم : د محمد مكي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق