" للَّه الأمرُ مِن قبلُ ومِن بَعد
النادي الملكي للأدب والسلام
" للَّه الأمرُ مِن قبلُ ومِن بَعد
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم موساوي
للَّه الأمرُ مِن قبلُ ومِن بَعد
خَطبٌ ألَمَّ سَرَى في القلبِ كالَّلهبِ
مُزَمجِرًا بِوبيلِ الكربِ والعَطبِ
سَحَّتْ بهِ سُحبُ الأقدارِ مُنهمرًا
لا وقعَ يَعدِلُهُ مِن شِدَّة الغضبِ
ضَجَّتْ لهُ الحوزُ والأنحاءُ مُثقلةً
بالرُّزءِ ثكلَى وقد أمْستَ على الخرَبِ
وسُوسُ والغربُ ، ثارتْ في سُكونهِما
في حينهِ رهبةٌ أقسَى من الرَّهبِ
مُرَّاكشُ البهجةُ الحَمرَا أحاطَ بِها ليلٌ من الخوفِ والتَّخريبِ والتَّعبِ
وفاسُ مكناسُ والبيضاءُ قاطبةً
وكلُّ حاضرةٍ في المغربِ القَشِبِ
صَالتْ عليها من الزِّلزالِ صَلصَلةٌ
لم تُبقِ فردًا عَنِ البُنيانِ لم يَغبِ
ألقَى عليها صَدى الزِّلزالِ كَلكلَهُ
وَأَلْجأَ الكلَّ بالتَّرويعِ لِلهَربِ
فَحَوقل الجاحدُ المغرُورُ ملتَمسًا
عفوًا وتابَ عَن الإفسادِ والرِّيَبِ
وعَظَّمَ الله بالتَّكبير مُبتهلًا مُسْتهتِرٌ سَادرٌ في الَّلهوِ والَّلعبِ
لم يَعرِف الَّله يومًا واسْتجارَ بِه
ومَن يلُذْ بِجوارِ الَّله لم يَخبِ
قد ذوَّبتْ رجَّةُ الزِّلزالِ أفئِدةً
كانتْ ولَوْ أجْحَفَ التَّهميشُ لم تَذُبِ
كمْ في فَجائعهِ مِن صَفحةٍ طُويتْ
كانتْ تَئِلُّ كما المَرجانِ والذَّهبِ
وكمْ بأنقاضهِ من جِهبذٍ ورعٍ
يُبكي اليراعَ ويُملي مُلحةَ الأدبِ
وغادةٍ تَحسدُ الجوزاءُ طلتَعها
الشَّمسُ تَغبطُها ، كالحورِ والعُرُبِ
وصِبيةٍ وشيوخٍ باتَ جمعهمُ
تَحتَ الحُطامِ ، كما القيصُومِ والحَطبِ
تَبكيهمُ مُقلٌ ثكلى مضرَّمةٌ والنَّفسُ تَندبُهمْ ، والقلبُ في كُرب
فلْترثِهمْ يا يراعي فالرِّثاء لهُ
في مُهجتي دَمعةٌ ، تَنسابُ في سَربِ
ولْتطلبنَّ مِن الرَّحمنِ مَغفرةً
ورَحمةً لهُمُ ، والَّلهِ في الطَّلبِ
بقلم : إبراهيم موساوي ، ......!
9 _ 9 2023
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق