(( الْإِسْرَاءُ وَالمِعْرَاجُ ))
النادي الملكي للأدب والسلام
(( الْإِسْرَاءُ وَالمِعْرَاجُ ))
بقلم الشاعر : بدري البشيهي
(( الْإِسْرَاءُ وَالمِعْرَاجُ ))
من ديواني درة الإسلام اخترت لكم أكثر من مائة وخمسين بيتًا تحكي معجزة الإسراء والمعراج بالتفصيل ، خطوة بخطوة من فراشه المطهر إلى القدس الأسير إلى لقاء الذات العلية حتى الرجوع إلى داره الشريف، تسرد الحدث ، وتستلهم العبر ، وترد على المشككين .
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
• أَسْرَى بَهِ الرَّحْمَنُ لَيْلًا خَصَّهُ
بِمَقَامِ قُرْبٍ فَوْقَ غَيْبِ السِّدْرَةِ
• يَا لِيْلَةَ الإِسْراءِ - أَنْتِ - بِلَا شُكُو
كٍ في النُّفُوسِ - لَنَا أَجَلُّ حَقِيقَةِ
• مِنْ دَارِهِ بَدَأَتْ فُيُوضٌ لِلسَّمَا
ءِ تَنَزُّلًا وَنُزُولُهَا مِنْ فُرْجَةِ
=الفُرْجَةُ : شقٌّ بين شيئين ، مسافة ، ثُقْب , والمقصود بها فرجة في سقف البيت .
• لَمَّا أَتَى جِبْرِيلُ يُخْبِرُ عَبْدَهُ إِسْرَاءَهُ مِعْرَاجُهُ في اللَّيْلَةِ
• سَأَشُقُّ صَدْرَكَ- يَا رَفِيقُ - مُطَهِّرًا
لِفُؤَادِكُمْ فَلْتَتَّجِهْ لِمَطِيَّةِ
• إِنَّ الْبُرَاقَ مَطِيَّةٌ لَكَ هُيِّئَتْ
يَضَعُ الْحَوَافِرَ عِنْدَ حَدَّ النَّظْرَةِ
• أَوَلَا تَرَى ذِي يَثْرِبٌ قَدْ قُدِّسَتْ ؟
وَدِيَارُهَا بِغَدٍ دِيَارُ الْهِجْرَةِ
• بِمَدِينَةٍ سُكَّانُهَا لَكَ نُصْرَةٌ
فَانْزِلْ بِهَا هَيَّا فَصَلِّ بِطَيْبَةِ
• نَدَّ البَعِيرُ عَلَى الطَّرِيقِ فَدَلَّهُمْ
وَإِنَاؤُهُمْ بِجِوَارِهِمْ في الغَفْوَةِ
ند الجمل : هام على وجهه وشرد .
• شَرِبَ النَّبيُّ مُغَطِّيًا لِإنَائِهِمْ
وَغَدًا بِصُبْحٍ ذَاكَ صِدْقُ دَلَالَةِ
• سَيْنَاءُ طُورٌ لِلْكَلِيمِ كَرَامَةٌ
فِيهَا تَكَلَّمَ رَبُّنَا في البُقْعَةِ
• يَا رَبَّنَا , شَرَّفْتَ مِصْرَ بِلَادَنَا
بِكَلَامِكُمْ أَتْمِمْ عَظِيمَ المِنَّةِ
• أَدْرِكْ بِغَيْثِكَ قَفْرَنَا وَاكْنُفْ بِعَفْــ ـ
ـــوِكَ شَعْبَنَا . واكْتُبْ أَمَانَ الدَّوْلَةِ
• إنَّ العِبَادَ بِحَاجَةٍ , أَغْنِ الْفَقِيــــ
ـــرَ بِفَضْلِكُمْ , وَحِّدْ صُفُوفَ الِإخْوَةِ
• فَهُنَا التَّجَلِّي لِلْإِلَهِ كَرَامَةٌ
وَهُنَا صَلَاةٌ لِلنَّبِي بِتُرْبَةِ
• شَرَفٌ سَنِيٌّ مُصْعِدٌ , هَلْ مِثْلُهَا
- بَعْدَ الْحِجَازِ - ؟ فَتِلْكَ مِصْرُ كِنَانَتِي
• وَهُنَا انْتِصَارُ أُسُودِنَا فِي صَوْمِهِمْ
يَوْمَ الْعُبُورِ وَيوْمَ رَدِّ كَرَامَةِ
• رَمَضَانُ فَاشْهَدْ بِالْفِدَاءِ لِجُنْدِنَا
شُهَدَاؤُنَا عِنْدَ الِإلَهِ بِجَنَّةِ
• فَدِمَاؤُهُمْ بِالمِسْكِ مِثْلُ خِضَابِهَا
فَثرًى تَعَطَّرَ بَاقِيًا مِنْ نَفْحَةِ
• إِنِّي أَنَا المِصْرِيُّ أَفْخَرُ بِالْعَطَا
ءِ فَمِنْحَةٌ أَكْرِمْ بِهَا من مِنْحَةِ !
• فَحَدِيثُ رَبِّي ثُمَّ زَوْرَةُ أَحْمَدٍ
فَاضَ العَطَاءُ لمِصْرِنَا بِزِيَادَةِ
• مُوسَى يَنَالُ السَّمْعَ لَكِنْ مَا رَأَى
لمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ قَدْ دُكَّتِ
• لَا لَنْ تَرَاهُ , وَلَكِنِ انْظُرْ مُسْتَقَرْ
رَ الطَّوْدِ خَرَّ كَلِيمُهُ بِالصَّعْقَةِ
• وَدَعَاهُ دَاعٍ لِلْيَهُودِ وَلِلنَّصَا
رَى بِالْيَمِينِ – لِفِتْنَةٍ - وَالشَّمْلَةِ
• حَفِظَ الِإلَهُ مُحَمَّدًا لَمْ يُـفْتـَتَـنْ
أَوْ يَلْتَفِتْ لَا مَا اسْتَجَابَ لِدَعْوَةِ
• وَدَّ الكَثِيرُ الرَّدَّ بَعْدَ سَلامَةٍ
لِعُقُولِنَا لَمْ نَتَّبِعْ لِعَقِيدَةِ
=يقول تعالى : (( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) آل عمران (109)
• فَلْتَنْطَلِقْ لِلْقُدْسِ أَوَّلِ قِبْلَةٍ
مِنْهَا الْعُرُوجُ وتِلْكَ آخِرُ وَقْفَةِ
• صَلَّى بِهِمْ مِنْ آدَمٍ لِخِتَامِهِمْ
عِيسَى وَكُلٌ خَلْفَهُ فِي الرَّكْعَةِ
• وَكَأَنَّ تِلْكَ إِشَارَةٌ أَنَّ الدِّيَا
نَةَ وُحِّدَتْ أَوْ مِلَّتِي قَدْ جَبَّتِ
=جبت : قطعت .
• رُسُلُ الِإلَهِ تُصَفُّ صَلِّ بِجَمْعِهِمْ
أَنْتَ المُقَدَّمُ مُسْتَحِقُّ إِمَامَةِ
• يا صَخْرةَ الْمِعْرَاجِ , فَابْكِ لِحَالِنَا
فالمُسْلِمُونَ قَدِ ارْتَضَوْا بِمَذَلَّةِ
• وَالْمَرْأَةُ الثَّكْلَى تَئِنُّ لِفَقْدِهَا
وَرْدًا تَنَضَّرَ أَزْهَقُوهُ بِقَطْفَةِ
• أَطْفَالُنَا في عُمْرِ زَهْرٍ قُتِّلُوا
هَتَكُوا السِّتَارَ عَنِ النِّسَاءِ بِخِسَّةِ
• فَانْظُرْ لَهَا في عَصْرِنَا إِذْ دُنِّسَتْ
وَدِمَاؤُنَا سُفِكَتْ بِطُهْرِ السَّاحَةِ
• أَطْفَالُنَا وَرِجَالُنَا فَهَمُ الْأُسُو
دُ يُوَاجِهُونَ ( دُرُونَهُمْ ) بِحِجَارَةِ
• درونهم : الطائرات المسيرة بدون طيار ولها استخداما اسخباراتية وهجومية .
• أَوَ تَحْتَ أَقْدَامِ اليهُودِ نِسَاؤُنَا ؟
يَا خِزْيَكُمْ إِنَّ المَصَائِبَ جَلَّتِ
• وَطَؤُوا الطَّهَارَةَ دَنَّسُوا الْأَقْصَى وَنَحْـ
ــنُ مُقَسَّمُونَ إِلَى طَوَائِفِ فِتْنَةِ
• فَهُنَا الحَبِيبُ مُيَمِّمٌ عَلْيَاءَهُ
وَهُنَا الْيهُودُ مُدنِّسُونَ لِصَخْرَةِ
• يَا قُدْسُ , أَنْتِ شَهيدُنا بِعَدَالَةٍ
بِيَدِ الْيَهُودِ وَإِنَّنَا في غَفْلَةِ
• مَاذَا نَقُولُ إِذَا سُئِلْنَا عَنْكُمُ ؟
عَارٌ - وَرَبِّي – صَمْتُنَا في خَنْعَةِ
• مَوْلَايَ , حَرِّرْ قُدْسَنَا مِعَراجُ أَحْـ
ـــمَدَ مِنْ هُنَا أَكْرِمْ بِهَا مِنْ بُقْعَةِ !
• فَاصْعَدْ فإنَّكَ بِالْعُرُوجِ مُخَصَّصٌ
سَتَرَى الِإلَهَ النُّورَ عَيْنَ حَقِيقَةِ
• فَلْتَخْتَرِقْ حُجْبَ السَّمَاءِ مُكَرَّمًا
قَدْ مُهِّدَتْ أَسْبَابُهَا لِلرِّحْلَةِ
• أَبْشِرْ فَإِنَّ اللهَ شَرَّفَ قَدْرَكُمْ
لُقْيَا الِإلَهِ لِغَيْرِكُمْ مَا خُصَّتِ
• وَهُنَا ارْتَقَى حَتَّى الْتَقَى بَأَبٍ عَليِّ
المُرْتَقَى هُوَ أَصْلُنَا مِنْ طِينَةِ
• وَبِنَظْرَة نَحْوَ اليَمِينِ بِبَسْمَةٍ
وَبِنَظْرَةٍ نَحْوَ الشِّمَالِ بِدَمْعَةِ
• لِلْمُحْسِنِينَ مِنَ العِبَادِ فَضَاحِكٌ
وَلِمَنْ عَصَى فُبُكَاؤُهُ لِلشِّقْوَةِ
• ثُمَّ ارْتَقَى , هَذَا المَسِيحُ مُقَرَّبٌ
وَمُجَاوِرٌ يَحْيَى لَهُ ابْنُ الخَالَةِ
• هَذَا الْجَمَالُ يُضِيءُ ثَالِثَ وَاحَةٍ
وَبِهِ افْتِتَانٌ , قَطْعُ أَيْدِي النِّسْوَةِ
• هَذَا الَّذِي فِي الْجُبِّ يَذْكُرُ رَبَّهُ
هَذَا العَفِيفُ مُنَزَّهٌ بِطَهَارَةِ
الجب : البئر .
• إِدْريسُ يُرْفَعُ دَونَ قَدْرِكَ سَيِّدِي
فَمَكَانَةُ المُخْتَارِ فَوْقَ مَكَانَةِ
• وَوَزِيرُ مُوسَى قَدْ تَلَا إِدْرِيسَنَا
مُوسَى أَخُوهُ مُشَرَّفٌ بِعَلِيَّةِ
• فَتَأَمَّلُوا لِبُكَائِهِ ؛ فَالتَّابِعُو
نَ لِنَهْجِهِ في قِلَّةٍ عَنْ أُمَّتِي
• أَهْلًا أَبِي , أَهْلًا بُنَيَّ , وَمَرْحَبًا
أَوْ قَدْ بُعِثْتَ إِلَى الوَرَى بِالْخَتْمَةِ ؟
• حَقٌ أَبِي , عُذِّبْتُ دُونَ رِسَالَتي
وَاليَومَ إِنِّي قَدْ شَرُفْتُ بِدَعْوَةِ
• فَاذْهَبْ بُنِيَّ , فَرَبُّكُمْ دَاعٍ لَكَمْ
لَبِّ النِّدَاءَ مُخَصَّصًا بِالْخَلْوَةِ
• وَانْظُرْ إِلَى جِبْرِيلَ عَادَ لِصُورَةٍ
وَبِهَا الْجَنَاحُ عَلَى أَتَمِّ حَقِيقَةِ
• يَتَسَاقَطُ الْيَاقُوتُ يَبْرُقُ آلِقًا
وَبِهِ الْجَوَاهِرُ دُرَّةٌ مِنْ دُرَّةِ
• جِبْرِيلُ يَسْألُ مَا تَشَاءُ لِشَرْبَةٍ ؟
بِالْخَمْرِ أَمْ لَبَنًا تُرِيدُ لِظَمْأَةِ ؟
• أَوْ بَعْضَ مَاءٍ ؟ وَالْجَوَابُ لأَحْمَدٍ :
لَبَنٌ , هُدِيتَ – مُحَمَّدٌ – لِلْفِطْرَةِ
• جِبْرِيلُ يُحْجِمُ وَالنَّبِيُّ مُقَدَّمٌ
لَا حُجْبَ تَمْنَعُ فَاخْتَرِقْ فِي عِصْمَةِ
• فَاصْعَدْ - حَبيبَ اللهِ – ذَاكَ مَقَامُكُمْ
عَنْ ذَا المَقَامِ فَإِنَّنِي فِي قَصْرةِ
• يا رَفْرَفًا , فَارْفَعْ جَنَابَ مُحَمَّدٍ
نَحْوَ العُلَا وَفُيُوضِهِ بِالسِّدْرَةِ
• يا سِدْرَةً رُفِعَتْ لِأَحْمَدَ كَيْ يَرَى
أَوْرَاقَهَا فَعَظِيمَةٌ كَالْقُلَّةِ
=القُلَّةُ : إِناءٌ من الفَخَّار يُشرَبُ منها .
=روى الألباني في الصحيح الجامع عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :
• ( رُفِعتُ إلى سِدْرةِ المنْتَهَى مُنتَهاها في السماءِ السابعةِ نَبَقُها مِثلُ قِلالِ هَجَرَ وورَقُها مِثلُ آذانِ الفِيلَةِ فإذا أربعةُ أنْهارٍ نِهْرانِ ظاهِرانِ ، ونهرانِ باطِنانِ . فأمّا الظَّاهِرانِ : فالنِّيلُ والفُراتُ . وأمّا الباطِنانِ : فنَهْرانِ في الجنةِ ، وأُتِيتُ بثلاثةٍ أقْداحٍ قدَحٌ فيه لَبنٌ وقدَحٌ فيه عسَلٌ وقدَحٌ فيه خمْرٌ ، فأخذتُ الّذي فيه الَّلبَنَ فشَرِبْتُ فقِيلَ لِي : أجَبْتَ الفِطرةَ أنتَ وأُمَّتُكَ . )
• أَنْهَارُهَا ؛ نِيلٌ فُرَاتٌ ظَاهِرَا
نِ وبَاطِنَانِ بِهَا شِفَاءُ الْغُلَّةِ
=الغُلَّةُ : شدَّةُ العطش وحرارته .
• أَلْقِّ السَّلَامَ عَلَى جَلَالِ الْحَقِّ وَاحْـ
ــظَ بٍقُرْبِهِ تُشْرِقْ بِنُورِ الْحَضْرَةِ
• وَانْظُرْ إِلَى جَبَرُوتِهِ فِي مُنْتَهَى
مَلَكُوتِهِ عَنْهُ الْبَصَائِرُ زَاغَتِ
• فَتَقَاصَرَتْ عَنْهُ النُّهَى إِلَّا فُؤَا
دَ المُصْطَفَى فَلَهُ الْغُيُوبُ تَجَلَّتِ
• تِلْكَ الغُيُوبُ مَشَاهِدٌ حُجِبَتْ عَنِ الْ
أَمْلَاكِ أَنْتَ مُخَصَّصٌ بِشَهَادَةِ
• آيَاتُهُ الْكُبْرَى أُرِيتَ بِرَبِّكُمْ
مِنْ دُونِ وَحْيٍ في عَلِيِّ عَلِيَّةِ
• نُورٌ إِلَى أَنْوَارِ حَضْرَةِ ربِّهِ
بِبِسَاطِ أُنْسٍ دَانِيًا في رِفْعَةِ
• بِالْقَلْبِ يُبْصِرُ رَبِّهِ , لمَّا صَفَا
مُتَفَرِّدًا هَذَا مَقَامُ الرُّؤيَةِ
• فَتَدَلَّ كَالْأَقْوَاسِ دَانٍ قَرْبُهَا
مَا كَاذِبٌ مِنْكَ الْفُؤَادُ بِنَظْرَةِ
• مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ بِرُؤْيَةِ رَبِّهِ
أَيُظَنُّ أَحْمَدُ كَاذِبًا بِغِوَايَةِ ؟
• كَلَّا - وَحَقٍّ لِلْإِلَهِ مُنزَّهٍ
عَنْ كُلِّ وَصْفٍ شَاهِدٌ بِحَقِيقَةِ
• بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِ الشَّرِيفِ عُرُوجُهُ
إِنْ كُنْتَ في رَيْبٍ عَلَيْكَ بِتَوْبَةِ
• وَافْهَمْ صَحِيحَ الدِّينِ وَاسْأَلْ( نَجْمَنَا )
بِالمُنْتَهَى وَإذِ اسْتَوَى ذُو مِرَّةِ
=نجمنا : سورة النجم .
ذو مرة : جبريل .
• بِالأُفْقٍ لَا أَحَدٌ عَلَا لِمَقَامِهِ
فَمَنَازِلُ الْأَحْبَابِ عَنَّا دَقَّتِ
• لَا العَقْلُ يُدْرِكُ سِرَّهَا لا الْفَهْمُ يَسْــ
ـــبِرُ غَوْرَهَا عَنْهَا الْعُقُولُ بِغَيْبَةِ
=سبر غوره : تبيَّنَ حقيقته وسِرَّه .
• صَدِّقْ وَآمِنْ لَا تُجَادِلْ إِنَّمَا
لِلْعَقْلِ حَدٌّ عَنْ أَمُورٍ جَلَّتِ
• فَاللهُ شَرَّفَ عَبْدَهُ لَمَّا دَعَا
هُ لِغَيْبِهِ حَتَّى الْمَلَائِكُ غَابَتِ
• مَكْنُونُهُ لِحَبِيبِهِ فَمُنَزَّهٌ
عَنْ عِلْمِنَا مَنْ مِنْكُمُ بِدِرَايَةِ ؟
• إِنَّ الْمَقَامَ عَنِ الظُّنُونِ مُغَيَّبٌ
أَقْصِرْ ظُنُونَكَ مَا لَهَا مِنْ حِيلَةِ
• فَالْعَجْزُ غَايَةُ مُدْرِكٍ مَهْمَا سَمَا
إِدْرَاكُهُ وَلَوِ انْتَهَى فَبِجِنَّةِ
• فَالسِّرُّ أُخْفِيَ بَيْنَ رَبِّي وَالنَّبِيْــ
ــيِ فَمَا عَنَاؤُكَ ؟فَارْتَدِدْ فِي رَاحَةِ
• هَذَا لِقَاءٌ فَوْقَ حَدِّ الْكَوْنِ أَيْـ
ــنَ الْعَقْلُ مِنْهُ وَمِنْ حَدِيثِ أَحِبَّةِ ؟
• هَلْ سَابِقٌ ؟ هَلْ لَاحِقٌ ؟ هَلْ فِي الْوُجُو
دِ مُخَصَّصٌ غَيْرَ النَّبيِّ بِنَظْرةِ ؟
• وَبِهَا الرِّضَا إِذْ خَصَّنَا بِوِصَالِهِ
فَرَضَ الصَّلاَةَ وَتِلْكَ أَعْظَمُ طَاعَةِ
• فَاللهُ أَكْرَمَ عَبْدَهُ والتَّابِعِيـ
ـــنَ لِشَرْعِهِ بِإقَامَةٍ لِرَكِيزَةِ
=الركيزة : يُقصد بها الصلاة .
• تِلْكَ الصَّلَاةُ بِيَوْمِكُمْ خَمْسُونَ فَرْ
ضًا خُفِّفَتْ , فَاحْفَظْ إِقَامَةَ خَمْسَةِ
• إِنَّ المَكَانَةَ لِلصَّلَاةِ تَعَظَّمَتْ
وَتَفَرَّدَتْ أَكْرِمْ بِخَيْرِ فَرِيضَةِ !
• مِنْ دُونِ وَحْيٍ فَرْضُهَا فَوْقَ السَّمَا
ءِ تَمَيَّزَتْ صِلَةٌ بِدُونِ وَسِيلَةِ
• نَزَلَ الحَبِيبُ إِلى كَلِيمٍ رَدَّهُ
فَارْجِعْ لِرَبِّكَ أَنْتَ آخِرُ رَحْمَةِ
• فَرَجَا الرَّحِيمُ لِضَعْفِنَا مَعْبُودَنَا
هُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كَثْرَةٍ في ضَعْفَةِ
• وَأَجَابَ رَبُّ الْعَالَمِينَ رَجَاءَهُ
فَحَبِيبُهُ وَمُحَقِّقٌ للرَّغْبَةِ
• وَجَبَتْ فَرَائِضُ رَبِّنَا وَبِخَمْسَةٍ
نَصِلُ الِإلَهَ نَهَارَنَا وَبِلَيْلَةٍ
• أَقِمِ الصَّلَاةَ - إِذَا قَوِيتَ - فَقَائِمًا
أَوْ قَاعِدًا أَوْ رَاقِدًا لِبَلِيَّةِ
• مَا دُون ذَلِكَ فَارْتَقِبْ إِثْمًا بِهَا
مَا لَمْ يَكُنْ فَقْدَ النُّهَى أوْ مِيزَةِ
=النهى : العقل .
• إِنَّ الصَّلاةَ عِمَادُ دَينِكَ فَلْتُقِمْ
قُبِلَتْ صَنَائِعُ لِلْوَرَى إِنْ صَحَّتِ
• لَا خَيْرَ يُرْجَى دُونَهَا لَا أَجْرَ يَعْــــ
ـــدِلُ أَجْرَهَا وَبِهَا الْحِسَابُ بِخِفَّةِ
• هِيَ للشَّرِيعَةِ أَصْلُهَا هِيَ فِي الصَّحِيــــ
ـــفَةِ شَمْسُهَا تَمَّ الرِّضَا إِنَّ تَمَّتِ
• هِيَ لِلْقُلُوبِ صَفَاؤُهَا هِيَ لِلْوُجُو
هِ بِهَاؤُهَا وَبِهَا النَّفُوسُ تَسَامَتِ
• هِيَ للسَّقَامِ دَوَاؤُهَا هِيَ لِلذُّنُو
بِ جَلَاؤُهَا وَبِهَا الصُّفُوفَ بِوَحْدَةِ
• هَيَ لِلْخُلُودِ وَسِيلَةٌ لِلهِ خيْـــــ
رُ تَقَرُّبٌ وَلَهَا الْجَزَاءُ بِجَنَّةِ
• هِيَ لِلْهُمُومِ مُزَيلَةٌ هِيَ للْخُطُو
بِ عَزِيمَةٌ أَكْرِمْ بِخَيْرِ عَزِيمَةِ !
• هِيَ لِلْبَلِيَّةِ كَشْفُهَا هِي لِلطَّوِيْــــ
يَةِ شَرْحُهَا وَنَجَاتُنَا بِإِقَامَةِ
• هِيَ لِلْفَقِيرِ ثَرَاؤُهُ هَيَ لِلْعَصِيْـ
ـيِ قَوَامُهُ هِيَ دَوْحَةٌ في رَوْضَةِ
• يَتَفَيَّؤُ الْغَضْبَانُ تَحْتَ ظِلَالِهَا
وَصَفاءُ رُوحٍ فِي الْخُشُوعِ بِسَجْدَةِ
• شَرَحَتْ صُدُورَ القَائِمِينَ بِلَيْلِهِمْ
وَجَدُوا بِهَا كُلَّ النَّعِيمِ وَرَاحَةِ
• فَلْتَخْشَعُوا بِوِقُوفِكُمْ وَتَيَقَّنُوا
أَنَّ الِإلَهَ أَمَامَكُمْ في الوَقْفَةِ
• وَالْكَعْبَةُ الْغَرَّاءُ وِجْهَةَ مَنْ نَوَى
وَصْلَ الِإلَهِ وَمَوْتُه في التَّوَّةِ
• فِرْدَوْسُهُ بِيَمِينِهِ وَمَنِيَّةٌ
في ظَهْرِهِ نِيرَانُهُ بِاليَسْرَةِ
• أَقْدَامُهُ فَوْقَ الصِّرَاطِ فَهَلْ سَتَقْـــ
ــبَلُ يَا إِلَهيَ أَمْ أَبُوءُ بِحَسْرَةِ ؟
• مَوْلَايَ , فَاقْبَلْ مِنْ عَبِيدِكَ وَصْلَهُمْ
مَنْ دُونَكُمْ هُوَ مُسْتَجِيبُ الدَّعْوَةِ ؟
• فالَّصَّوْتُ يَصْدَحُ في الوُجُودِ بِكُلِّ صَوْ
بٍ كُلَّ حِينٍ لِلصَّلَاةِ بِخَمْسَةِ
• فَجْرٌ فَظُهْرٌ ثُمَّ عَصْرٌ مَغْرِبٌ
ثُمَّ الْعِشَاءُ , تَهَجَّدُوا بِالسُّحْرَةِ
=سُحرة : آخِرُ اللَّيْلِ قُبَيْلَ الفَجْرِ .
• وَنَوَافِلٌ جَبْرًا لِنَقْصٍ - إِنْ يَكُنْ -
هِيَ مِنْحَةٌ في شِرْعِ أَحْمَدَ سُنَّتِ
• فَتَقَرُّبًا للهِ تَحَظْ بِحُبِّهِ
هَلْ فِي الوُجُودِ مَحَبَّةٌ كَمَحَبَّةِ ؟
• أَتْمِمْ نُزُولَكَ يَا حَبِيبِيَ كَاشِفًا
حُجُبَ الزَّمَانِ وَذَا الْمَلَاكُ بِرُفْقَةِ
• رُضِخَت رُؤُوسُ التَّارِكِينَ صَلَاتِهِمْ
وَلِمَنْ سَهَا وَجَبَ الْعَذَابُ بِصَخْرةِ
=رَضَخَ النَّوَى : دَقَّهُ ، كَسَّرَهُ بِالحَجَرِ .
• تِكْرَارٌ رَضْخٍ للرًّؤُوسِ عَذَابُهَا
وَيْلٌ لَهَا تَشْقَى بِعَوْدِ الرَّضْخَةِ
• حَتَّى أَتَى قَوْمًا بِذَنْبٍ عُذِّبُوا
بِمَقَارِضٍ سَأَلَ الحَبِيبُ بِدَهْشَةِ
• مَنْ يَا أَخِي ؟ جِبْريلُ قَالَ بِأَنَّهُمْ
خُطَبَاءُ شَرٍّ فَالْعَوَامُ بِفِتْنَةِ
• جِبْرِيلُ , إِنَّ بِلادَنا بُلِيَتْ بِهِمْ
أَفَلَا نَرَى لِلْحَقِّ مَرْجِعَ تَوْبَةِ ؟
• صَدُّوا الْوَرَى عَنْ دِينِهِمْ مُتَغَافِلِيــ
ـنَ وَقَاصِدِينَ تَقَرُّبًا مِنْ سُلْطَةِ
• وَإِذَا بِقَوْمٍ يَزْرَعُونَ فَيَحْصُدُو
نَ ثِمَارَهُمْ بِجِهَادِهِمْ فِي التَّوَّةِ
• صَوْتٌ أَتَى مِنْ جَانِبٍ مَنْ يا تُرَى؟
إبْلِيسُ يَدْعُو المُصْطَفَى في خُفْيَةِ
• ويُريدُ مَيْلًا واتِّبَاعًا لِلْهَوَى
فَعَصَى الْحَبِيبُ هَوًى بِحَقِّ عَدَاوَةِ
• سَمِعَ الْأُنُوثَةَ فِي الطَّريقِ تَزَيَّنَتْ
نَادَتْ عَجُوزٌ بِاقْتِرَابِ مَنِيَّةِ
• مَنْ تِلْكَ - يا جِبْريلُ - قَالَ هِيَ الْحَيَا
ةُ فَلَا تُجِبْ وَاقْنَعْ بشُحِّ دَنِيَّةِ
• وَرَأَى الَّذِي قَدْ نَاءَ مِنْ حَمْلَ الْأَمَا
نَةِ مَا اسْتَطَاعَ أَدَاءَهَا إِذْ شَقَّتِ
• آهٍ ؛ فِتِلْكَ أَمَانَةٌ فِي عَصْرِنَا
قَدْ ضُيِّعَتْ فَلْتُنْذِرُوا بِغَلِيظَةِ
• وَرَأَى الزُّنَاةَ التَّارِكِينَ الطُّهْرَ قَدْ
غُصُّوا بِلَحْمٍ فَاسِدٍ بِنَتَانَةِ
=غصَّ بالطَّعام أو الماءِ ونحوِهما :
اعترض في حلقه فمنعه التَّنفّس والبلع .
• وَرَأَى النِّسَاءَ الدَّاخِلَاتِ عَلَى الْغَرِيـ
ــبِ مُعَلَّقَاتٍ مِنْ مَوَاضِعِ رَضْعَةِ
• وَلِخَازِنِ النِّيرَانِ وَجْهٌ عَابِسٌ
لَا بِشْرَ في وَجْهِ المَلَاكِ بِغَضْبَةِ
• وَالنَّارُ تُقْذَفُ في بُطُونِ الآكلـيـ
ــنَ رِبًا حَرَامًا مُزِّقَتْ بِالقَطْعَةِ
• أَفْوَاهُهُمْ في النَّارِ مِثْلُ مَشَافِرٍ
دَخَلَ العَذَابُ مُفَرَّغًا مِنْ سَوْأَةِ
=المِشْفَرُ : شَفَةُ البعيرِ الغليظة .
• قَدْ عَادَ أَحْمَدُ شَاكِرًا فَضْلَ الكَريـــ
مِ اسْمَع حَدِيثَ الصُّبْحِ بَعْدَ العَوْدَةِ
• يَا قَوْمِ , إنِّيَ قَدْ صَعَدْتُ إَلى السَّمَا
ءِ ذَهبْتُ نَحْوَ القُدْسِ أَمْسِ بِسَاعَةِ
• لَمْ يَرْتَضُوا مِنْهُ الْحَدِيثَ بِقَوْلِهِمْ :
إِنْ كُنْتَ – صِدْقًا - ذَاهِبًا فَلْتَنْعَتِ
=تنعت : تصف .
• وَالبَيْتُ يُرْفَعُ لِلنَّبِيِّ لِنَعْتِهِ
ومُذَكِّرًا بِبَعِيرِهِمْ إِذْ ضَلَّتِ
=البيت : المسجد الأقصى .
• وَالصَّاحِبُ المُخْتَارُ صَدَّق قَائِلًا
مَا دَامَ قَالَ فَمَا لَنَا مِنْ حِيلَةِ
• فَالصِّدْقُ يَلْزَمُ دَونَ شَكٍّ إِنَّهُ
مَا لِلْحَدِيثِ إِذَا تَلَا مِنْ رِيبَةِ
• وَالنُّطْقُ أَبْعَدُ عَنْ هَوًى حَاشَا لَهُ
حَاشَا لِرَمْي لِلصَّدُوقِ بِكِذْبَةِ
• وَ(صَدَقْتَ) صَيْحَةُ صَاحِبٍ مَلَأَتْ رُبُو
عَ بِطَاحِهَا أَكْرِمْ بِهَا مِنْ صَيْحَةِ !
=بطْحاءُ مَكَّةَ وَبِطاحُها :
وَهِيَ مَساكِنُ قُرَيْشُ .
• رَنَّتْ لِتُعْلِنُ صِدْقَهُ بِفَضَائِهَا
فَاللهُ أَكْبَرُ يا سَلِيلَ قُحَافَةِ
• لَكِنَّهُمْ مَا آمَنُوا لَمَّا رَأَوْا
لِلْحَقِّ آيًا كَالشُّمُوسِ تَجَلَّتَ
• إسراءُ أحْمَدَ والعُرُوجُ حَقِيقَةٌ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فَالدِّينُ مِنْكَ بِنَقْصَةِ
• آمِنْ بِهَا وَبِمَا تَلَا إعْجَازَهَا
فَاسْمَعْ جَمِيلَ الَّنظْمِ نَظْمِ السِّيرَةِ
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق