*** هذي دمشق. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** هذي دمشق. ***
بقلم الشاعر المتألق: د. محمد مكي
*** هذي دمشق. ***
--------------
بقلم : د محمد مكي
--------------
هـــذي دمـشـق حَـلَاهـا الـعـلم والأدب ...
حـتـى الـدمـاء مــع الـريـحان تـنسكب
والـيـاسًـمـين عــبـيـر فــــي كــوارثـهـا ...
مــا غــادر الـروح حـتى وهـي تـنسرب
بــيـن الـــزلازل تـبـكـي وهـــي فـاتـنـة ...
كم تكبش القلب كيف الشعر ينتحب؟!
غـــدت (نـــزارُ) طــلـولا دار (فـاطـمة) ...
قــــد غــيّــب الأهــــل لا أم بــهــا وأب
أسـطورة الـحسن كـيف الـعين تـدمعنا ...
بين الـجـمال أما يـلقى بـنا عـجب!
يـــا لـلـصـبايا تـبـكـي وهـــي ســاحـرة ...
يـــا لـلـجـمال أصــيـل مـــا بــه نــدب!
كـم مـن حـسان بـزيف الحسن نعرفهم ...
لـكـن بــك الـحـسن لا زيـف ولا نـصب
حـلـوان فـيـها جـمـال الـخَـلْق والـخُلُق ...
تـغـري الـنسيم وفـيها الـعلم والـحسب
هـنـا الـحـواضر بـيـن الـريـف مـصـغية ...
صــــوب الــزمــان ولـلـعـلياء تـنـتـسب
عـــلـــى الــمــنـابـر أعـــــلام تــزلـزلـهـا
وفــي الـمـزارع صــوت الـعطر يـلتهب
وفـــي الـجـنـائن( لـيـلى) وهــي رائـحـة
كــم تـأسر الـقلب فـي حـسن وتـرتقب!
هــنـا ســطـور مــن الأخــلاق جـسّـمها
هــذا الـوفـاء وكــم غــارت بــه حـقـب!
إن يـسـألوني عــن الـحـسناء حـسـبهم ...
هــذا الـجـمال بـفـيض الـنـور يـنسكب
هـــنـــا مــعــاقـل لــلأفــكـار تــعـرفـهـا
دار الــخــلافـة والــتــاربـخ والــكــتـب
لا تـظـلـمـوها بــرغـم الـــداء مـشـرقـة
لا تـتـركـوهـا فـفـيـهـا لــلــورى نــسـب
ألـــم تــكـن شـعـلـة لـلـكـون أجـمـعـه؟ !
لا تـتـركـوهـا فــــإن تــنـأوا سـتـقـترب
لا تـحـسـبـوها بــهــذا الــغـيـم غــائـبـة ...
فـالـشمس تـعلو ولا تـودي بـها سـحب
بــل عـانقوها وصـوغوا مـن مـحاسنها ...
مـا يـخلب الـعقل أو تـجري بـه الحقب
مـن ألـف الـف مـن الأعـوام مـا هرمت ...
شــاب الـزمـان ولــم يـلحق بـها شـيب
الـــــدال دار لأهــــل الــحـسـن كــلـهـم ...
بــل درة فــي فـضاء ليس تحتجب!
والــمـيـم مــنـبـت أخـــلاق ومـحـمـدة ...
تـجري بـها الـشمس والأفـلاك والشهب
والـشـيـن تـحـكي شــذا عـطـر بـفـاتنة ...
شـقت ذرا الـكون ذي عـجم وذي عرب
والــقـاف قـــدوة أحـبـاب بـهـا قـطـنوا ...
بـيـن الـبـسيطة وازدانــت بـهـا الـقـبب
كــم مــن قـلـوب بـهـا حـطـت رحـائلها ...
كــم تـقـبر الـقـلب مــن حـب بـها تـهب!
لا تـدمـعوها وفـكـوا الـقـيد وانـتصروا ...
ولـتـسعدوا الأهــل حــالا ايـهـا الـعـرب
لا تـظـلموا الـحسن لـو أدمـى نـواظركم
بـيـن الـزهـور وعـطـر فـيـها يـنسكب..
بنا تزال بخير دار فاطمة
والروح........ بين يدي رب لها يهب
بقلم : د محمد مكي..
عضو هيئة تدريس..
جامعة الأزهر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق