*** عدوة دنيا. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** عدوة دنيا. ***
بقلم الشاعر المتألق: عارف تكنة
*** عدوة دنيا. ***
ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك - أعاده الله علينا وعليكم بكل خير وبركات - هَاهِيَ (بدر الكبرى) التي غيرت مجرى التاريخ. فخَطَّ قلمي النص التالي بعنوان:
*** عدوة دنيا. ***
==================================
عُدْوةٌ دُنْيَا
بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا
خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ يَبْتَغُونْ..
فَضْلَاً مِنَ الْمُغْنِي .. فَأَنَّى يُوصَفُونْ؟.
فِي بَدْرٍ الْكُبْرَى
كِبَارٌ مِنْ كِبَارٍ يَرْتَجُونْ..
مَدَدَاً مِنَ الْمُحْيِي.. بِمَاَذَاَ يُنْعَتُونْ؟.
خَلَصَ النُّضَارُ
وسَارَتِ الْأَقْوَامُ يَوْماً
فِي رُبُوعِ الْفَوْحِ عِنْدَ الزَّيْزَفُونْ
سَطَعَ النَّهَارُ
وضَاءَتِ الْأَرْجَاءُ دَوْماً
فِي دِيَارِ الرَّهْطِ والرَّبْعِ الطُّمُونْ
رَقِيىَ الْجِدَارُ
ومَرَّتِ الْأَعْوَامُ وارْتَسَمَتْ مَبَاَهِجُهُمْ
بِذَلِكَ يَبْهَجُونْ
رُبِطَ الْإزَارُ
وفَاَضَتِ الْأَنْهَارُ وامْتَلَأَتْ جَدَاوِلُهُمْ
بِذَلِكَ يَفْلَحُونْ
نُفِضَ الْغُبَارُ
وهَبَّتِ الْأَقْوَامُ وانْتَصَرَتْ جَحَافِلُهُمْ
بِذَلِكَ يُنْصَرُونْ
زَهَرَ الْقَفَارُ
وزَانَتِ الْأَمْصَارُ وانْتَظَمَتْ قَوَاَفِلُهُمْ
كَذَلِكَ يَنْظِمُونْ
قَدِمَ الْخِيَارُ
وجَاءَتِ الْأَرْتَالُ واتُّبِعَتْ مَآثِرُهُمْ
بِذَلِكَ يُتْبَعُونْ
حَفِلَ الْـمَزَارُ
وعَمَّتِ الْأَفْضَالُ واعْتُلِيَتْ مَنَاَبِرُهُمْ
كَذَا يَتَفَوَّهُونْ
حَصُنَ الْمَسَارُ
ودَارَتِ الْأَقْمَارُ واتَّسَمَتْ مَنَاَقِبُهُمْ
بِذَلِكَ يُعْرَفُونْ
الْقَابِضُونَ أَتَوْا مِنَ الأُفُقِ البَهِيجِ يُهَلِّلُونْ
الْحَامِدُونَ تَسَابَقُوا نَحْوَ الْحِيَاضِ يُدَاَفِعُونْ
الْوَاثِقُونَ تَواثَقُوا عِنْدَ النِّدَاءِ يُقَارِعُونْ
هَذَا عُبَيْدَةُ ثُمَّ حَمْزَةُ ذَا عَلِيٌ.. يَصْرَعُونْ
فَإِذَا بِعُتْبَةَ ثُمَّ شَيْبَةَ والْوَلِيْدِ يُصْرَعُونْ
شَهِدَ الْعُتَاةُ مَصَارِعاً لَهُمُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونْ
هَذَا أَبُو جَهْلٍ.. وذَاَكَ أُمَيَّةُ.. صِنْوَانِ فِي رَيْبِ الْمَنُونْ.
وكَذَا الَّذِي يَحْبُو إِلَى الْحَوْضِ فُيُقْسِمُ أَنْ يَكَونْ
سَبْعُوُنَ قَدْ وُئِدُوا فُكُلٌّ وَاجِفُونْ
سَبْعُوُنَ قَدْ أُسِرُوا فُكُلٌّ مُقْمَحُونْ
أَبْشِرْ أَبَابَكْرٍ أَتَى نَصْرٌ.. بِذَلِكَ تُوعَدُونْ
خَفَقَ الْمُنِيرُ مُحَمَّدٌ .. بِالْبِشْرِ والْبُشْرَى فَأَنْتُمْ تُكْرَمُونْ
جِبْرِيْلُ قَدْ أَخَذَ الْعِنَانَ.. إِنَّه الرُّوحُ الْأَمِينْ
وَفِي الثَّنَايَا النَّقْعُ .. ذَا خبرٌ يَقِينْ
جَأَرَ الشَّفِيعُ تَضَرُّعاً فِي كُلِّ نَاَحِيَةٍ وَحِينْ
فَاسْتَجَابَ الرَّافِعُ الْبَرُّ الْمَتِينْ ..
عَوْناً بِأَلْفٍ مُرْدِفِينْ
حَيْزُوُمُ أَقْبَلَ .. ذَاَكَ يَخْطِمُ مُسْرِفِينْ
والْأَجْلَحُ الْوَضّاحُ يَأْسِرُ خَاَسِرِينْ
والْأَبْلَقُ الْمِقْدَامُ يَقْدَمُ لاَ يَلِينْ
يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فِي الْيَوْمِ الْمُبِينْ
نَهَضَ الرَّسُوُلُ مُحَمَّدٌ فَرَمَى وُجُوُهَ الْمُرْجِفِينْ..
وَمَا رَمَى هُوَ إِذْ رَمَى.. لَكِّنَّمَا اللهُ الْمُعِينْ
جَهَرَ الثِّقَاةُ بِكُلِّ قَوْلٍ مُسْتَبِينْ
ونِدَاؤُهُمْ: إِيَّاكَ إِنَّا نَسْتَعِينْ
أَحَدٌ .. أَحَدْ .. فَرْدٌ .. صَمَدْ..
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ
هُزِمَ الْجَمْعُ.. فَوَلَّوْا مُدْبِرِينْ
أَوَيَرْفُلُونْ؟.
حَتْماً.. بِذَلِكَ صَائِرُونْ
الْمُبْحِرُونَ إِلى الْمَرَافِئِ، يُحْبَرُونْ
بَيْنَ التَّوَاصِي والتَّرَاضِي، يَرْتَضُونْ
بَيْنَ الْمَنَابِرِ والْمَاثِرِ، يُؤْثِرُونْ
بَيْنَ التَّلَطُّفِ والتَّعَطُّفِ، يَعْطِفُونْ
بَيْنَ التَّنَاصُرِ والتَّآزُرِ، يَنْجُدُونْ
بَيْنَ التَّبَرُّعِ والتَّضَرُّعِ، يَضْرَعُونْ
بَيْنَ التَّبَصُّرِ والتَّصَبُّرِ، يَصْبِرُونْ
بَيْنَ التفَكُّرِ والتَّدَبُّرِ، يُبْدِعُونْ
بَيْنَ الْمَنَابِتِ والْمَرابِضِ، يَرْبِضُونْ
بَيْنَ الْمَهَارَةِ والْبَرَاعَةِ، يَبْرَعُونْ
بَيْنَ التَّهَادِي والتَّنَادِي،يَنْدُبُونْ
بَيْنَ التَّصَالُحِ والتَّسَامُحِ، يَسْمَحُونْ
هُمْ يَعْدِلُونْ
هُمْ يُكْرِمُونْ
هُمْ يُقْرِضُونْ
هُمْ مُنْصِفُونْ
يَتَقَدَّمُونَ ويُسْرِعُونَ ويَنْسِلُونْ
يَتَرَافَعُونَ ويَهْمِسُونَ ويَجْهَرُونْ
في مَوْئِلِ الْخِصْبِ الْخَصِيبِ، يَعْدُنُونْ
في مَعْقِلِ الْيَوْمِ الْمَهِيبِ، يَأْسِرُونْ
هُمْ مُهْتَدُونْ
أوَتُنْصِتُونْ؟.
هَاهُمْ عَيَاناً يَظْفِرُونْ
هَاهُمْ وشَائِحَ يَرْتَدُونْ
هَاهُمْ بِذَلِكَ يُرْمِلُونْ
هاهُمْ إِليْنَا يُوفِضُونْ
هَاهُمْ بِذَلِكَ يَصْدَحُونْ
كُلٌّ جَمِيْعٌ يُؤْمِنُونْ
صُبُرٌ هُمُ عِنْدَ الْلِّقَاءِ يُثَبَّتُونْ
صُدُقٌ هُمُ عِنْدَ النِّزَالِ يُنَاَزِلُونْ
هُمْ يُقْسِمُونْ:
إِنَّا لَدَى الْبَحْرِ الْعَمِيقِ لَخَائِضُونْ
إِنَّا لَدَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَمُدْرِكُونْ
لَوْ كَانَ ذَلِكَ مَايَكُونْ
هَكَذَا طَلَعَتْ شُمُوسُ الْعِزِّ فِي الْأَرْضِ الْحَنُونْ
هُمْ يَأمَنُونْ
غَشِيَ النُّعَاسُ عُيُونَ قَوْمٍ يَهْتَدُونْ
هَطَلَتْ وُعُودُ الْخَيْرِ بالدَّفْقِ الْهَتُونْ
وَنَتِ السَّحَابَةُ.. مِنْ نَمِيْرٍ سَائِغٍ هُمْ يَرْتَوُونْ
قْدْ كَاَنَ طَلَّاً طَاهِراً فَبِذَاَكَ بَاتُوا يَطْهَرُونْ
رِجْزٌ مَضَى.. وَلَّى.. فَكَاَنُوا يشْكُرُونْ
فَجَمِيْعُهُمْ بِرِبَاطِ جَأْشٍ يُلْهِبُونْ..
مَاعَادَتِ الْمَيْثَاءُ بَاقِيَةً فَصَارُوا يَثْبُتُونْ
لَاَ يُقْهَرُونْ..
سَاَئِلٌ سَأَلَ الْقَرِينَ لِيَسْتَبِينَ الْغَانِمُونْ
قُلْ لِي.. أَجِبْنِي كَي يَبِينَ الرَّاشِدُونْ
حتى يَضُوعَ الْمِسْكُ مِنْ بَعْدِ الْكُمُونْ
أَهُمُ الَّذِينَ يُكَفْكِفُونَ ويَحْفَظُونَ ويَبْذُلُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُضَمِّدُونَ ..يُبَلْسِمُونَ ويُبْرِئُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُنَافِحُونَ ويَنْفَحُونَ ويَغْدِقُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُفَاوِضُونَ ويُوفِضُونَ ويُنْجِزُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُؤازِرُونَ ويُسْعِدُونَ ويُثْلِجُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُعَمِّرُونَ ويَغْرِسُونَ ويَزْرَعُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُنَاصِرُونَ ويَنْصُرُونَ ويُنْصَرُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُصَافِحُونَ ويَصْفَحُونَ ويَغْفِرُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ ويَنْطِقُونَ ويُسْمِعُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُبَادِرُونَ ويَبْذُرُونَ ويَصْرِمُونْ؟.
أَهُمُ الَّذِينَ يُنَاضِلُونَ ويَأْمُرُونَ ويَنْتَهُونْ؟.
قُلْ لِي بِربِّكَ مَنْ هُمُو؟.
هُمْ صَابِرُونْ
هُمْ زَاخِرُونْ
هُمْ مُكْرَمُونْ
هُمْ مُوقِنُونْ
هُمْ صَادِقُونْ
هُمْ إذْ تَفِيئُ ظِلَالُهُمْ، يَتَسَامَرُونْ
هُمْ إذْ يَحِينُ نِدَاؤُهُمْ، يَتَنَاهَضُونْ
هُمْ إذْ تَطِيبُ ثِمَارُهُمْ، يَتَقَاسَمُونْ
هُمْ إذْ يَطُولُ بَقَاؤهُمْ، يَتَوَاتَرُونْ
يَتَآزَرُونَ ويَمْنَحُونَ ويُمْنَحُونْ
يَتَذَاكَرُونَ ويَذْكُرُونَ ويُذْكَرُونْ
يَتَرَاحَمُونَ ويَرْحَمُونَ ويُرْحَمُونْ
يَتَقَدَّمُونَ ويُقْدِمُونَ ويَهْزِمُونْ
أَوَتَسْمَعُونْ؟.
هُمْ لاَبِثُونْ
بَلْ هَكَذَا هُمْ يَعْكُفُونْ
بَلْ هَكَذَا هُمْ يَعْبُرُونْ
بَلْ هَكَذَا هُمْ يَمثُلُونْ
بَلْ هَكَذَا هُمْ يَخْلِصُونْ
بَلْ هَكَذَا هُمْ يَنْفُلُونْ
سِيَّانِ .. ذُو الْإغْدَاقِ والْبَذْلِ الْمَمُونْ
سِيَّانِ .. ذُو الرُّجْحَانِ والْفِكْرِ الْمَعُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِقْدَاَمِ والسَّعْيِ الْمَزُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِيثَارِ والشَّهْمِ الْأَمُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِشْفَاقِ والْقَلْبِ الْحَنُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِكْرَامِ والرِّفْدِ الْمَبُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِبْصَارِ والنَّظَرِ الشَّفُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْإِيمَانِ والطُّهْرِ الْمَصُونْ
سِيَّانِ.. ذُو الْأَتْرَابِ والصِّنْوِ الْلِّدُونْ
قُلْ لِي.. أَجِبْنِي مَنْ هُمُو؟.
هُمْ صَائِمُوُنَ وقَائِمُونْ
هُمْ شَامِخُونَ وسَامِقُونْ
هُمْ مُقْسِطُونَ وعَادِلُونْ
يَتَصَالَحُونَ ويُصْلِحُونْ
بَلْ هَكَذَا عِنْدَ الْفُتُونْ،
هُمْ يُطْفِئُوُنَ ويَهْمُدُونْ
هُمْ يُسْكِتُونَ ويُسْكِنُونْ
هُمْ يَنْعَمُونْ
للهِ دَرُّ الْحَامِدِينْ
للهِ دَرُّ الشَّاكِرِينْ
للهِ دَرُّ الظَّافِرِينْ
مَاذَا نَقُوُلُ بِحَقِّ كُلِّ الْمُوقِنِينْ
إنَّهَا الذِّكْرَى عَلَى مَرِّ السِّنِينْ
إِنَّهَا الْكُبْرَى هِي الْبَدْرُ الْمَزِينْ
زَأَرَ الْعَمَاسُ
وشُدَّتِ الْأَقْوَاَسُ واخْضَرَّتْ مَرَاَبِعُهُمْ
كَذَلِكَ يَرْبَعُونْ
صَهَلَ الْجَوَادُ
ونَادَتِ الْأَنْدَاَدُ واخْتَلَجَتْ مَشَاَعِرُهُمْ
بِذَلِكَ يَشْعُرُونْ
رَتِلَ الْمَقَامُ
وعَادَتِ الْأَيَّامُ وازْدَاَنَتْ مَرَاَفِقُهُمْ
بِذَلِكَ يَرْفُقُونْ
عَطِرَ الْمَجَالُ
وفَاَحَتِ الْأَنْسَامُ وانْتَصَبَتْ بَيَارِقُهُمْ
كَذَا يُتَنَسَّمُونْ
سَمَقَ الْمَنَارُ
وجَادَتِ الْأَخْيَارُ وازْدَهَرَتْ مَنَاَهِلُهُمْ
بِذَلِكَ يَنْهَلُونْ
لاَحَ الْوَقَارُ
ورَاجَتِ الْأَفْكَارُ وانْدَاَحَتْ شَمَائِلُهُمْ
كَذَلِكَ يَعْقِلُونْ
قُشِعَ الظَّلامُ
وبَانَتِ الْأنْوَارُ واتَّقَدَتْ كَواكِبُهُمْ
بِذَلِكَ يُبْهِرُونْ
صَدَحَ الْهَزَارُ
ومَاسَتِ الْأَغْصَانُ وامْتَلأَتْ بَيَادِرُهُمْ
كَذَلِكَ يَحْصُدُونْ
بقلم ✍️🏻 الشاعر: د.عارف تَكَنَة
(من السودان)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق