أمنْْ بعد الشّقاءِ سنستريحُ؟
النادي الملكي للأدب والسلام
أمنْْ بعد الشّقاءِ سنستريحُ؟
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
أمنْْ بعد الشّقاءِ سنستريحُ؟
سألتُ النّاسَ عنْ وطني فقالوا***لعلّهُ بيـــــــــننا قــــــلَّ الرّجالُ
ألمْ ترَ أنَّ جُلَّ النّاسِ نامـــــوا***لأنَّ النّومَ حلٌّ وانْحــــــــــلالُ
يُدجّنُ بعضنا بعضاً بخَوْفٍ***منَ الطّاغوتِ إنْ هـــــجمَ الوبالُ
فَنقْبَلُ بالتّســــلّطِ في بلادي***وخوْفُ النّاس يعْـــــقُبهُ النّــــكالُ
وما حُبُّ السّلامةِ عند أهلي***سوى هلَعٌ سيَخْلعُهُ النّــــــــضالُ
////
نُطيعُ الحاكمينَ من البشرْ***ونعْـــــــــــــــتبرُ الرّكوعَ لهمْ قدرْ
ونَرْتكِبُ الفواحشَ والمعاصي***وفي أجْوائِنا قلّ المـــــــــــطرْ
فصرنا إنْ أصابتْنا خُطوبٌ***بَكَيْنا في البوادي والحـــــــــضرْ
كأنّ نفوسنا انقلبتْ علـــينا***ولمْ تنفعْ ضمائرَنا العــــــــــــــبرْ
وها نحْنُ انتظرنا نصْفَ قرنٍ***ولمْ نقدرْ على خلـــــــعِ الكدرْ
////
أمِنْ بعْد الشّقاءِ سنستريحُ***أمِ التّغييرُ في وطني طــــــــــليحُ؟
نَعُدُّ العَنتريّةَ والتّـــــباهي***مَظاهرَ يسْــــــــــــــتعزُّ بها القبيحُ
وَنَعْتَبرُ التّسلّطَ في بلادي***رشاداً في السّلوكِ هُوَ الصّحيــــــحُ
كأنّ القمْعَ أصْبحَ مُستباحاً***وذا قدرُ البـــــــــهائمِ يا جريـــــحُ
ومن طلب النجاة بلا كفاحٍ***فذلك في العبيدِ هو الشّــــحيـــــحُ
////
يُحرِّكُنا التّكالبُ والجَشعْ***ويُغْوينا الخداعُ معَ الطّـــــــــمــــــعْ
نُفكّرُ في الثّراءِ بلا ضميرٍ***وكلٌّ في الحياةِ بما اقْتــــــــنــــــعْ
ونتّخِذُ النّفاقَ لنا سبــــــيلاً***لنَرْبحَ في مُبادلةِ الـــــــــــسّلـــــــعْ
وتلك طبيعَةُ السّـــفهاءِ مِنّا***وسوءُ الطّبْعِ تكْـــــشِفُهُ الرُّقَــــــــعْ
نلومُ عَدوّنا واللّوْمُ فـــــينا***ومنْ عَـــــشِقَ الرُّقادَ فقدْ وقــــــــــعْ
////
بكَيْتُ معَ الحُروفِ على بلادي***بكاءً في الحواضرِ والبـــوادي
وأَدْرفْتُ الدُّموعَ على انحطاطٍ***ترسّخَ في العقولِ وفي الأيادي
فلمْ تعُدِ الثقافةُ عنْد أهْــــــلي***سلاحاً في مُواجهـــــــــةِ الكسادِ
وهذا الوَضْعُ جرّعَنا المآسي***وحوّلنا إلى صفةِ الجــــــــــــمادِ
فنُمْنا واستـــــــبدّ بنا التّردّي***وهذا ما أرادَ لنــــــــــا الأعادي
////
نُقبِّلُ في الأيادي والرّؤوسِ***ونركَعُ للوَرى مثْلَ المَـــــــجوسِ
نُرتّلُ ذِكْرَ ربّي كلّ حــــينٍ***وبعْد الذّكرِ نرْكَــــــــــع
بقلم : محمد الفاطمي الدبلي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق