الجمعة، 17 فبراير 2023


***  ثَقافَتُنا.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ثَقافَتُنا. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

***  ثَقافَتُنا.  ***

ثقافَتُنا أراها لا تَسيرُ***وفي خَطواتِها غَمُضَ المَصيرُ

تَعَثّرَ فِقْهُنا في كُلِّ شَيْئٍ***وشاعَ الغِشُّ فانْتَصرَ الحَميرُ

نَسيرُ إلى الوراءِ ولا نُبالي***ونَجْهَلُ أنّنا خَلْفاً نَسيرُ

وَنَنْبَطِحُ انْبِطاحاً فيه عارٌ***فَيَعْصِرُنا المُفَتّشُ والمُديرُ

تُباعُ لنا الشَّواهِدُ بالهَدايا***وَقَدْ خُتِمَتْ وأيّدَها الوَزيرُ

                                 ////

ثقافَتُنا أطاحَ بِها الكسادُ***وَلَوَّثَها التّلاعُبُ والفسادُ

غَدَتْ سِلَعاً تُباعُ بِلا ضَميرٍ***ولا صِدْقٍ يُجَسِّدُهُ الرّشادُ

فأصبَحَ فِكْرُنا فِكْراً عَقيماً***يُغلِّفُهُ التَّقَهْقُرُ والسَّوادُ

نَلومُ الدّهْرَ في كُلِّ القَضايا***وفي أعْشاشِنا كَثُرَ الرُّقادُ

فَكيْفَ سَنَخْلَعُ الأوْهامَ عَنّا***وكيفَ سَتَسْتَعينُ بِنا البِلادُ

                                   ////

ثقافتُنا اسْتَبدَّ بِها الغَباءُ***وخَلْخَلَها التَّلَوُّثُ والبَغاءُ

نَلوكُ كَلامَنا لوكاً رديئاً***وداءُ الجَهْلِ يُشْبِهُهُ الوَباءُ

يُلَقِّنُنا المُدَرِّسُ في بلادي***دروساً في مَفاصِلِها الهُراءُ

تلامِذةٌ تَراهُمْ في فصولٍ***قِراءَتُهُمْ ضَجيجٌ واسْتِياءُ

وَضُعْفٌ في التَّمَدْرُسِ مُسْتَدامٌ***ونَهْجٌ لا يُفارِقُهُ الغَباءُ

                                ////

ثقافَتُنا تَعيشُ على القُشورِ***وقَدْ هَرِمَتْ بِسَفْسَطَةِ البُخورِ

يُديرُ شُؤونَها قَوْمٌ عِجافٌ***تَرَبَّوْا في البُيوتِ على الفُجورِ

لَوى التَّهْريجُ ألْسُنَهُمْ فأضْحْوْا***سَماسِرَةَ التّخَلُّفِ في العصورِ

وتلك مناهِجُ الغَوْغاءِ فينا***وجَهْلُ النّاسِ يَكْبُرُ بالقُشورِ

فكيفَ سَنسْتَطيعُ بِناءَ جِسْرٍ***يُساعِدُنا على كَسْبِ العُبورِ

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق