(زلزال القَِرن)
النادي الملكي للأدب والسلام
(زلزال القَِرن)
بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري
(زلزال القَِرن)
خَطبٌ - لعَمريَ- أَذهَلَ الحُلَماءَ
مِنْ هَولِهِ ..بلْ أَسكَتَ البٌلَغاءَ
عَجِزت عَنْ الوصفِ الدقيقِ حُروفُهُمْ
وَتناثَرَت كَلماتُهُمْ أَشْلاءَ
أَيُّ الكَلامِ يُقالُ عندَ قِيامَةٍ
تَرَكت قلوبَ العالمينَ هَواءَ
ماكانَ زِلزالاً فَحَسبُ كَغَيرِهِ
إذْ أَرعبَ الأَمواتَ والأََحياءَ
بَلْ كانَ يحملُ للعِبادِ زلازِلاً
في لحظةٍ قَد هَدَّتِ الأَرجاء
لَقَدِ انقضى الأُسبوعُ لَكِنْ صَدمتي
ظَلَّت تُريني مانَظَمتٌ هَبَاءَ
مُدُنٌ وبَلداتٌ كَأَطلالٍ غَدت
واحتَلَّ ذِكْرْ خَرابِها الأَنباءَ
تحتَ الرُّكامِ كمِ استغاثَت طِفلةٌ
بِأنينِها قَد أظهَرت إعياءَ
وهُناكَ أَصواتٌ تَلاشَت بَعدَما
لَم يستَطِع لَها مُنقِذٌ إِخلاءَ
والخارجونَ إلى العراءِ تَجَمَّدوا
لم يحملوا عند الهُروبِ غِطاءَ
نظَراتُهُم سَكرى وخلفَ ضُلوعِهِم
قَلبٌ يَكادُ يُغادِرُ الأَحشاءَ
قَلقاً على من غاص تحتَ طوابقٍ
ركَعَت وكانت تَبلُغُ الأَجواءَ
رُحماكَ ربِّي مالهُم مِنْ طاقَةٍ
إِحمِ الصَّغيرَ وأسعِفِ الضُّعَفاءَ
واجعلْ لمَنْ قد ماتَ مِنهُمْ جَنَّةً
واكتبْهُمو - يارَبَّنا - شُهَداءَ
واحفظَ يَتيمَ القَومِ وَابسُط رِزقَهُ
وأََفِض عليهِ عِنايَةً وَعَطاءَ
ماذا يقول الشعرُ وهْوَ مُصَدَّعٌ
كالأَرضِ ، هلْ يَلقى لَهُ أَصداءَ؟
لا لن نقول سوى إرادةِ خالقٍ
ولحِكمَةٍ سَمَحَ الإلَهٌ وشاءَ
بَشرٌ ضِعافٌ نحنُ زادَ غُرورهُم
وذُنوبُهُمْ ... .. وتَجبَّروا استِعلاءَ
وَنَسُوا تعاليمَ السَّماءِ وهَديَها
وتفَنوا بِضِعافِهِمْ إِيذاءَ
في كل خَطبِ عِبرةٌ لِذَوي النُّهى
لَكنَّ في بعضِ العُقولِ غَباءَ
الكونُ مَمْسوكٌ بِقَبضةٍ قادرٍ
هو أوجَدَ الإحياءَ والإفناءَ
لَهُ مايشاءُ ومالَنا غَيرُ الرِّضى
والحمدُ ! ..كَمْ يغدو القضا نَعماءَ
الشاعر ؛ زياد الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق