الاثنين، 14 نوفمبر 2022


🍁 أسرار تحت الوسادة 🍁

النادي الملكي للأدب والسلام 

🍁 أسرار تحت الوسادة 🍁

بقلم الشاعر المتألق: الشاذلي دمق

🍁 أسرار تحت الوسادة 🍁

 (باغَتَها ...

ثم خاتَلَها ، وسحب القصيدة من تحت الوسادة ) .

هذا الرّجل

يستحوذني .. 

يلتهمني ..

يَزْدَرِدُنِي بلا هضم ..

و يبتلعني كالعادة  

كيف أنجو منه؟ 

أينما ولّيْت ألْفيْته قِبلتي ،

حتى عبير حلمه ، 

ينساه فوق الوسادة

بصماتُه..

 وَشْمُها ،

 فوق أساوري ...

على الخاتم .. 

على الأقراط ..

على القلادة ..

رسْم  بنانه ، على دُملجي

على الشّال الوردي ..

و الفستان المِزهري ..

نَفَسُه المُتَلَظِّي ،  ..

على قميصي القرمزي

 والمنديل البنفسجي  .. 

هذا الرّجل

 ثَوَّارٌ  أبدا ،

على "حصان طروادة "

عيناه ، 

مَشْنوقتان خلف ظهري 

على المرايا ..

 نظراته ، 

مَرْشوقتان على ضفائري  و أمشاطي .. 

حتى عطوراتي  ،

أسيرة أحكامه ..

دعاؤه ،

في مَسْمعي 

يتذلّل على السّجّادة .. 

غَضوب ،

حِمَمُه تسري في عظامي ..

رؤوم ،

ذِمَمُه تجري  في أوردتي  ..

و زيادة .

أحلامه ، 

تخترقني ..

تتسلّق على جدران بيتي ..

تزحف على السّتائر ، 

بلا هَوادة 

نبضات قلبه ، 

تسبقه 

طَرْقا على الباب عِيادَة 

آماله ،

نٌشوقُها في حِبره ،

تَقضم الأوراق ،

مثل أرَضة ..

مثل جَرادة ..

هذا الرّجل ،

لا زال نَهِمًا 

يأكل عقلي .. 

يشرب عمري..

يحتسي ظنّي ... 

رجولتُه ،

نسْجُ جنوني ..

فُحولتُه ،

مصائد مُجوني..

 هذا الغازي العَنتري ،

فاتحٌ بربريّ

لأقفالي المعلّقة 

على صَوّان التّقاليد ،

و العادة .. 

هذا الرّجل ،

يُمارس عليّ طقوس المَجوس

فيُسَبِّح بِحَمْدي

ثم يرميني في النّار ، 

و يَذروني رَمادَا 

هذا الرّجل 

 بِعُنفه الغَشوم  ، و قسوتِهْ ..  

 بمراسيمه العَليّة ، و سَطوتِهْ .. 

يملكُني حَوْزَتَهُ ...

و يُعيدني لزمن العبيد

و ما قبل الولادة ..

تُرى ، 

هل شَعْري هذا ؟

أم ليله الطّويل عليّ وِفادة 

أحمرُ الشّفاه هذا ؟

أم دمُه المسفوحُ 

عليّ شهادة ؟ .

شراييني هذه ؟

أم مشانق المَسَد  ، 

علّقها في جسمي للإبادة ؟

أحلامي هذه ؟

أم أحلامه هو ،

تلاحقني بلا هَوادة ؟ .. 

عقلي هذا ؟ 

أم تلك رُؤاه ؟ 

شادها فوق حِجايَ 

فنِعْم التشييد ،  

أو بئس الإشادة  

أين أنا من ذاتي ؟ 

و وجودي ؟

 أين كُنْهي ؟

أين  كياني ؟

هل تحللّتُ أنا  ؟ 

اضْمحلَلْتُ ؟

هل ذُوِّبْتُ فيه كأس عبادة ؟

هذا الرّجل ، 

سَباني ...

شرّدني عن روحي ..

سلخني من نفسي .. 

نَثَرني .. بَعْثرني ..   

سَلَب المُحال 

 و المُمكن منّي ،   

و تركني بلا إرادة 

كيف أخرُج منه ؟

كيف أتسلّل و أستقيل ؟  

وقد سلّمتُ له زِمامي 

و مَنَحته على البياض

صكّ الرّيادة  و برج القيادة !

 في الأخير ، 

أحبّكَ يا رجلا ،

قتلتني شقاء ، 

و قتلتني  سعادة  ...  ./ .

  ( قرأها .. ثم سجّل في أسفل القصيدة : 

" سيّدتي ، الآن وهبتك كلّ مقاليد السّيادة "

و قبل أن يغادر ، عادَ .. 

و  دسّ الورقة تحت غطاء الوسادة)

بقلم الاستاذ : الشاذلي دمق

       توثيق: وفاء بدارنة   



                  

                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق