*** إهداء ***
رابطة حلم القلم العربي
*** إهداء ***
بقلم الشاعر المتألق : فتحي سالم
*** ـ إهــــداءُُ ***
ـ إلی مَا بعدَ الغُيومِ
۞۞۞
ـ(لِمنْ تَبكِي الغُيومُ)
۞۞۞
ٓورَاحَ..
في ثُورةِ المَحمُومِ
يَسألُ في ذُهولٍ
لَمَ مِثلِي لا تَبكِي
الغيُومُ
إنْ تَقيَّحتْ أذانُهَا
مِنْ صَمتِ الرَّياحِ؟..
وذاكَ هو السُّؤالُ
الذي زَلزَلَ
بِالشُّحِ البَذوخِ
الذي أرتَجَّهُ باِِلخُضوعِ
بِِضِحكَةِ التَّسليِمِ
ودَمعةِ الرُّضُوخِ
سُؤالُُ ذاكَ
وقَدْ كَانَ...
مُدنَفَ الغُموضِ
لَمْ يَكنْ إلَّا لذَةَ الجَرحِ
حيِنَ يُذلُّ باِلجِراحِ
وهَكَذا..
غَفیَ بِذاتِ سُؤالِ
الجُوعِ
بِذاتِ أوجَاعِ الوَلاءِ
لِذَاتِ السُّؤالِ
الوَجُوعِ
وتَواریَ في شَغفِ
الحُومِ
وإشْغافِ الحَوامِ
هَكَذا تَواریَ بِنَزفِ
الشَّخيِرِ الذي أسْهرَ
الِّليِلَ بِغمْضِ الظَُلامِ
هَكَذا..
رَاحَ يَحلُمُ بِذاتِ
الكَابوسِ المُستعَادِ
بذاتُ الشُّموسِ
التي تُجهضُ بِالوحْمِ
مَلاحِمَ الصَّباحِ
وأفَاقَ بِنَشْوةِ المَذبُوحِ
لاهَثاً بِأصْداءِ السُّؤال
المُستَباحِ
هَلْ بَكتِ الغُيومِ
حيِنَ تَوارَتْ
أمْ أنَّهَا تبَاكتْ كالغيُومِ؟..
سُؤالُُ ذَاكَ قدْ فَاضَ
واستَفَضَّ
إنْ كُنْتَ تَسْألُ
ذاتَ الَسُؤَالِ الَمُسْتَفيِضِ
فَا لَغُيُومَ ..تِلكَ الَغْيُومُ ..
حِينَ بَكْتْ..
نَدماً لمْ تَبكِ
علی فِرَاقِ مَدامِعِ
في السَّماءِ
لَمْ تَسِحُّ جُوفهَا
لِتُشجِي الأرضَ
بِظمَأ الصِّفاتِ
وسَاغبِ الأسْماءِ..
لا..لا..لَمْ تَبْكِ ألَغُيُومُ...
حِينَ بَكّتْ
ألَّا علی الشَّجاعةِ
التي هَاضَتْ بِفرقِ
الرِّحْمِ وجُبنِ الجَنينِ
وهيَ الغيُومُ ذاتُهَا
التي لمْ تُبكِ..
حيِنَ بَكتْ
إلا مِنْ صُدورِ الوَهمِ
التي جَزَّتْ..
فُؤادَ الحَنانِ..
لِتجاز بِقلبِ
الحنيِنِ
وتَلكَ هِي الغُيومُ
إنْ مَا زلتَ تَسألُ
ذَاتَ السُّؤالِ المَريِضِ
تَلكَ هِيَ الغُيومُ
لَعْنَةُُ فَارِغَةّ الكَأسِ
لمْ تُسكِرُ غيِرَ
ألأثْرِيِاءِ ألَمُعْدَميِنْ
لَمْ تَثمَلُ إلَّا بِخيبَةِ
النَّدامِ
ودِوارِ المُدمنيِنَ
وتَلكَ هِي الغُيُومِ
عَابثةُُ كَمَا عَرفتُهَا
لا تَحفلُ بِالرَّحمةِ
ولا بِمحَفلِ الرَّحيِمِ
تَلكَ هِي الغُيومُ
قَدْ جَلجَلتْ باِلهَزءِ
الغَريِمِ
حيِنَ دنَتْ بِالضِّياء
ليِواسِي بِاليَأسِ
أحْلامَ الكَفيِفِ
حيِنَ تَدلَّتْ باِلسَّناءِ
ليَزدَري رَعشَ
خُطَاهُ في عتمة
العُمرِ المُخيِفِ
وتلِكَ هِيَ ألَغُيُومُ …
إنْ ما زلت تَسألُ
سَلهَا بِذاتِ السُّؤالِ العَريِضِ
لَمَ قدْ غَفَتْ بِالغفَرانِ
غَفراً في الِمَنَامِ؟..
لَمَ بِدنَسِ التُّوبِ
قَدْ أفَاقتْ
وبألَذنُبِ ألَعَفيِفِ؟..
وتِلكَ هِيَ ألَغُيِومُ ..
إنْ كُنْتَ عنْ تَسألُ
عَنْ بِكائِهَا..
لمَن قدْ كَانَ ذَاكَ البُكاءِ؟..
لا تسألها..لا..
بَلْ بِذاتِ السُّؤالِ
أجِبهَا..وقُــــلْ...
لِمنْ يا غُيومُ قَدْ كَانَ
مِنكِ ذاكَ البُكاءُ؟..
۞۞۞۞۞
بقلم : فتحي سالم
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق