*** سأرحل والمقيم هو الأثر ***
رابطة حلم القلم العربي
*** سأرحل والمقيم هو الأثر ***
بقلم الشاعر المتألق : محمد الفاطمي الدبلي
*** سأرْحلُ والمُقيمُ هو الأثرْ ***
قرأتُ الحــــبّ في وجه القمرْ ***وفي المُسْـــتملحاتِ منَ العبرْ
قرأتهُ في الأمومة حين كانتْ***تعلّمني الرّضـــاعة في الصّـــغرْ
تذكّرني الحيــــاةُ بكلّ درسٍ***لأصبح في الوجـــود من البـشرْ
أحبّ النّاس حبّا من فؤادي***وأومن بالقـــــــــــــــضاء وبالقـدرْ
وأعلم أنّني بشر ضعيف***سأرحل والمقــــــــــــــــيم هو الأثرْ
////
قرأت الحبّ في الأنثى غراما***وفبها قد قرأته فاستــــــــــقاما
رماني سهم عينيها يلطف***كأنّه بيــــننا أحيــــــــــــــا الوئاما
رأيت الشّمس منها قد أشّعت***بحسن بثّ في قلبي السّـــــلاما
فكان شروقها في القلب حبّا***أضاء الصّدر واخترق العظـــاما
كأنّي فبلها ما كنـــــــت حيّا***فأحيتنــــي التّي امتلـكت غراما
////
أحبّ الشّعر في أدب العـرب***لأنّ الشّــــــــــــــعر يزخر بالأدب
تنوّع غيثـــــــــــه حكما وعلما***فأنبت نهضة تعلـــــــــو الحقب
وعلّمنا الحضــارة يوم كانت***تنير رؤى المثقّـــــــف في العرب
وأمّا اليوم فالتّفكير أمسى***لقيطا في اللّســـان وفي النّســـــــــب
وأضحى الجهل منتسبا إلينا***كأنّ الجهل بالأدب انقـــــــــــــلب
////
أفتّش في الزّمان عن المكان***وأبحث في اللّسان عن البــــيان
وأسأل أحرف الإبــــداع ليلا***قترتعــــــــــش الأكفّ مع البنان
يقول لي البيان دواك عندي***وتخبــــــــرني البلاغة بالأماني
ولو علم اليراع سبيل فقه***لأمـــــسك في الفصاحة بالعـنان
ولكـــــنّ التّدبدب نال منّا***وشرّد فقهــــــــــــنا خلف الزّمـان
////
تعبت من التّفكّر في الحلول***وقد غلب الــــهراء على العقـول
تركت الذّهن منصرفا إليها***ليكتــــــــشف العقيم من المـيول
وقد ألفى الضّمائر في سبات***ومنـــــــــها من يعدّ بلا أصـول
تربّع فوق أســــــــــقفنا بلاء***فأسقطنا جميــعا في الوحــول
كأنّ عقولنا انهزمت فضــلّت***طريق الهدي في كلّ الفـــصـول
////
لماذا نحن نعثر في الطّريق؟***لم انقلب الصّديق على الصّديق؟
فقدنا الأمن في الأصحاب لمّا***أضعنا البّر في وسط الـطّــريق
نراوغ بعضنا حســــدا وبغضا***ونكثر في النّباح وفي النّهـــيق
وإن تسمع لقول النّاس فينا***تجدهم كالضّــــــــــفادع في النقيق
وقد هدّت بنكستهم بلادي***وشبّ بها التّخــــــــــــلّف كالحريق
بقلم : محمد الدبلي الفاطمي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق