*** قبل الرحيل ***
رابطة حلم القلم العربي
*** قبل الرحيل ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد السلام البالغ
*** قبل الرحيل ***
عَجِيبةٌ قِصّةُ الإنسانِ لا يَقِفُ
عند حدودٍ ولا بالنقصِ يعترفُ
يَرى الحياةَ كما شاءتْ لواعجُهُ
ينسى بأنَّ جبالَ الهمِّ تنتسف
رَكَّاضُ أزمنة والروحُ تائهةٌ
في بُغْيَةٍ ما تُرَى إلا وينجرف
عليلةٌ روحُهُ مهزومةٌ عَلِقتْ
ما بين هفوتِها أو نكسة يَعِفُ
المرء إن ثَقُلتْ أعباؤهُ عزمتْ
نياتُهُ عملًا في بذلِهِ شرفُ
للهِ إذِ طَلَعَتْ شمسٌ وإذْ غربتْ
بالأمرِ منهُ يدبُ الكونُ يأتلفُ
يا مُغْضِيَ الطرفِ عن أنوارِ دنيتهِ
دعْ عنك عَجْرفةً يشقى بها لَهِفُ
النارُ تستعرُ في حَضْنِ مُوْقَدِها
والخيرُ فيها إذا ما أُبطِلَ الصَلفُ
زَوَاكَ في الهَمِّ ما قد كنتَ تنكرهُ
عِنْدَ رَخَاءٍ على مَنْ هَمَّهُ شظفُ
عُدْ في أمانٍ فإنّ اليأسَ غاشيةٌ
يُصاحبُ النفس ذنبٌ حين يُقْتَرف
ناشدتُكَ الله لا تبكِ الضياعَ دماً
من مقلتيكَ إذا أزْرَى بكَ الأسفُ
بوائقُ الدهرِ ما أبقتْ على أحدٍ
كُلٌ بهمِّهِ للأرزاق ينصرف
حتى الطيور لها همٌ تكابدهُ
حينَ تراها بشدوٍ ملؤهُ شغفُ
لا خيرُ في المرء إن لم يُبْقِهِ أملٌ
في اللهِ كالشُّمِّ راسٍ ليس ينحرفُ
والظّنُّ بالله كلُّ الخيرِ فازَ بهِ
عبدٌ صبورٌ بتقوى الله يتصفُ
بقلم : عبدالسلام البالغ
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق