الاثنين، 1 مارس 2021


***  كوخ تواريه  الجبال   *** 

رابطة حلم القلم العربي 

***  كوخ تواريه الجبال    *** 

بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي 

( كوخُُ تُواريهِ الجِبال )

زُرتُ الرُبوعَ كُلَّها … سُفوحَها والتِلال


صَعَدتُ كُلَّ الجِبال 


نَزَلتُ إلى الهِضاب ِ…  


وعَبَرت السُهول ... يَلُفَّها ذاكَ الضَباب


بَحَثتُ عَنكِ غادَتي ... في كُلِّ رابِيَةٍ ... وكُلٌِ دَسكَرَةٍ ... في كُلٌِ غاب


في كُلِّ نَجعٍ عامِرٍ ... وآخَرَ يَعُمٌُهُ بَعضُ الخَراب


لَم ألتَقِ فيهِنٌَ طَيفاً لَكِ ... يا لَهُ طيفُكِ الجَذٌَاب


فما وَجَدتُ هذا البهاء ... بَل ظِلالَاً لِلسَراب 


مَشَيتُ في صَحوِها الأجواء ... وحينَما تَعصفُ الأنواء


جِلتُ في قَلبِها الغابات ... يَشوبها الخَطَر


لا أحفَلُ بالمَوتِ مُطلَقاً ولا أُجيدهُ الحَذَرُ


لا الحَرٌُ يُضنيني ولا هُطولَهُ المَطَر


حَتّى إلتَقَينا في الرُبوعِ النائِية ... 


وأنتِ لَم تَزَلِ حَزينَةً ... شاهَدتكِ باكِية 


تَندُبينَ حَظَّكِ سَيٌِئاً … تَلعَنينَ القَدَر


وأتٌَخَذتِ القَرار ... بِإعتِزالِ البَشَر


إلى مَتى تَهرُبين ? … إلى مَتى تَحزَنين ? !


وتَلطُمينَ على فارِسٍ رَحَل ؟ … تَبكينَهُ لِلأزَل ? !!!


وَيَستَمِرُّ في قَلبِكِ يا حُلوَتي ... الأسى ... والوَجَل ؟!!!


لَن يُعِدهُ هذا العَويل … أو حِزُكِ والإكتِئابُ الطَويل


لَن يُعِدهُ الرَجاءُ أو طولُ الأمَل


ولَم تَزَلِ تَغفِرينَ الغِياب ?


وتَعشَقينَ الفارِسَ المُزَيٌَفَ الكَذَّاب ؟ !!!


ويَستَمِرٌُ يَأسَكِ و العَذاب 


هَيَّا … إذاً يا غادَتي شَرِّعي لِلحَياةِ تِلكُمُ الأبواب


وأقلُبي صَفحَةً مِنَ الكِتاب


فَلَيسَ كُلٌُ فارِسٍ يُهدى إلى كُلٌِ الصَواب 


ظَهَرَت غادَتي بِقَدٌِها… والحُزنُ بادٍ عَلى وَجهَها والإضطِراب


قالَت لَقَد أقنَعتَني يا فَتى


قَد كُنتُ مِن قَبلِكَ في إرتِياب


قُلتُ يا غادَتي … رَبيعُنا قادِمُُ … رُبٌَما في زَهرِهِ ذاكَ الجَواب


خَرَجَت مَن بَيتها … تَدَرٌَجَت في رَوضِها 


تَبَسَّمَت من ثَغرِها ولَحظِها … يا وَيحَهُ الإكتِئاب 


نادَيها قَد أشرَقَ وَجهَكِ ... تَنَدٌَتِ الشَفَتان


يالَهُ ثَغرَكِ ... مَرحى لَها المُقلَتان ... يَشِعٌُ مِنهُما بَحرُ الحَنان 


قالَت أأنتَ فارِسُُ لا يَعرِفُ الخُزلان ؟


أجَبتها ... هَل يَترُكُ غادَةً مثلكِ الفارِسُ الإنسان ؟!!!


فَلَيسَ من عاقِلٍ يُغادِرُ هذي الجِنان  


أيَهرُبُ عاقِلُُ من مُروجِ كِلتَيهِما العَينان ؟


فأسبَلَت جَفنَها ... وأزهَرَ وَجهَها ... والسِحرُ بان


سَألتُ روحي قائِلاً ... هَل يا تُرى ... آنَ الأوان ... ؟؟؟


ولَم تَزَل غادَتي في صُحبَتي تَشعُرُ بالأمان


بقلم : المحامي عبذ الكريم الصوفي 

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق