السبت، 7 سبتمبر 2024


أحبِسُ الكَرى في زَنازينِ الجُفونِ

النادي الملكي للأدب والسلام 

أحبِسُ الكَرى في زَنازينِ الجُفونِ

بقلم الشاعر المتألق: جورج عازار 

أحبِسُ الكَرى في زَنازينِ الجُفونِ

مِن أيِّ الأكوانِ جِئتِ

تَعبثين بِما تَبقَّى مِن عُمري

وعلى مَذبحِ سِحرِكِ

بأنفاسي تُضَحّين

هو حُلُمٌ يَجيءُ

وطَيفٌ يَفِرُّ

فكيفَ بالأوهامِ

سوف تقتنعُ الرُّوحُ

كأنِّي مُعَلَّقٌ في أرجوحةٍ

بين عينيكِ و نَجمةِ الصُّبحِ

كلَّما حلَّقتُ بعيداً

تُبدِّدُ النَّشوةُ

كُلَّ ألوانِ الفَزعِ

مَهما أنهلُ من الطَّيباتِ

رُوحي تَصرخُ جوعاً

وتتوجَّعُ

مثل حُلم فيه تَتراءى

ولِمرةٍ يتيمةِ

كُلَّما صَحوتُ مِنهُ

أحبِسُ الكَرى مُجدداً

في زنازينِ الجُفونِ

عَلَّني من ذاكَ الحُلُمِ

أبداً لا استفيقُ

مثلَ أيقونةٍ

على صَدرِ امرأةٍ غَجريةٍ

كُلَّما تَعدو

خفقاتُ القلبِ

إمَّا على الرَّقصِ تُرغِمُها

فتضطَّربُ

أو عنوةً بينَ المفارقِ

تنزلقُ

لِمَ جِئتِ الآنَ؟

بعد أن أطفأتُ كُلَّ شُموعي

وأسدلتُ ستائرَ النُسيانِ

فوق رُفاتِ أحلامي

لِمَ جئتِ الآنَ؟

بعد أن وضعتُ النِّهاياتِ

ورَسمتُ الخاتِمةَ

في كُلِّ حكاياتي

عَسْفاً كان ذاك الحُضورُ

وهل تنفعُ أنهارُ العِطرِ

حين يحينُ الاِحتضارُ

سَرابُ الواحاتِ

لِلظَّامئِ يا مَعشوقتي

حين في الأفق يتبدَّى

هو التَعذيبُ وهو التَّنكيلُ

فدَعيْ المُنازِعَ يَمضي

في زُقاقِ العَتمةِ

فرَسْمُ الوَلائِمِ

في الدَّفاترِ والكُتُبِ

﴿لَّايُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ﴾

ولَكن مَن يقرأ

ومَن ذا الَّذي يَسمعُ

بقلمي:جورج عازار

ستوكهولم السويد

اللوحة للفنان السوري التشكيلي المبدع : يعقوب اسحق

توثيق: وفاء بدارنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق