بساحِ صبرا أو شَتِلّا
النادي الملكي للأدب والسلام
بساحِ صبرا أو شَتِلّا
بقلم الشاعر المتألق: حسين جبارة
بساحِ صبرا أو شَتِلّا
شعبي المُجَرَّبُ في المذابحِ عن كيانٍ ما تَخلّى
باتَ المُشَرَّدَ هائمًا، لم يرضَ ذلّا
رفضَ الخنوعَ لناصبٍ
وأبى الخضوعَ لحاصبٍ
ردَّ الفؤادَ إلى المكبِّرِ حيثُ صلّى
شعبي الضَّحيَّةُ يستجيبُ لِمُلْهِمٍ
مستسلمًا لعقيدةٍ
حينَ الجبينُ نحا نوالًا يومَ تُلّا
وهوَ القضيَّةُ شبه غيمٍ سابحٍ
مهما تناثرَ في الفضاءِ
يَعُدْ هنا غيثًا كريمًا
للبلادِ مُطَهِّرًا
دربَ الخلاصِ كما التَّحررِ لن يَضلّا
العصرُ غدرٌ والذِّئابُ تكالُبٌ
راحتْ تطاردُ طفلةً بمخيَّمٍ
سفكت دماءَ الوالِدَينِ بغفوةٍ
بضغينةٍ كم أمطرتْ حِقدًا وغلّا
أرتالُها أردتْ إلهَ الحبِّ داستْ معبدًا
سحلتْ حفيدًا مثل جدٍّ طاعنٍ
أذكتْ لَظًى، لم تُبْقِ ظلّا
هذي الذِّئابُ رسولُ غيظٍ ماكرٍ ومُخَطِّطٍ
بالنّارِ تحرقُ أمَّهاتٍ، بالخدورِ ملاذُها
أبكتْ صُخورًا
أذبلتْ زهرًا وَفُلّا
أينَ الضَّميرُ لآمِنٍ بقصورهِ؟
مَلِكَ المبادئِ والعدالةِ يدَّعي
وهو الَّذي ساقَ الحياةَ تَعَنْصُرًا
وأشاحَ وجْهًا بالخديعةِ مُسْتَهِلّا
وطني الشُّموخُ بجسمهِ وبروحهِ
كبشُ الفداءِ بوقفةٍ
يومَ النِّداءِ مُنازلٌ
يومَ الكرامةِ كالملاكِ إذا تجلّى
شعبي تحدّى في غيابِ مَصادرٍ
ومُناصِرٍ
في ضعفِ حالِ المُصطَفى
لمّا خَلا أزرًا وَخِلّا
لمّا شكا بالصَّبرِ يدعو
بالرُّؤى يعدو هِزَبرًا
بالعزيمةِ قد تحلّى
شعبي بصبرا هزَّ باغيةً طغى
بالضَّعفِ هزَّ المجرمينَ وما انثنى
بالرّوحِ يهزمُ عُدَّةً وذخيرةً
ومُساجِلًا في السّاحِ يصمدُ ما تولّى
أطفالُ صَبرا عانقتْ مُستَهدَفًا بجوارها
رفعَ الحذاءَ يقاتلُ الموتَ المُحاذيَ
مُهلِكًا في الفجرِ طلّا
وتشابهتْ فينا المذابحُ مُرَّةً
صهرتْ ردودَ الأبرياءِ دمًا سرى متجدِّدًا
في عالمِ المغدورِ أضحى طاقةً
نورًا أطلّا
أحيا ذبيحًا لم يمُتْ
متمرِّسًا منزوعَ سيفٍ
بالوفاءِ مُدجَّجًا
دحرَ الغزاةَ مُقَتِّلينَ مُذَبَّحينَ
بساحِ صبرا أو شَتِلّا
بقلم: حسين جبارة أيلول 2016
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق