السبت، 28 سبتمبر 2024


*** أنا أرضُ الأغاني. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أنا أرضُ الأغاني. ***

بقلم الشاعر المتألق: د حاتم جوعيه 

*** أنا أرضُ الأغاني. ***

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين -

(( للمسابقة  الشعرية    ))

لقد أعجبني هذان البيتان من قصيدة  للشاعر المخضرم حسان بن ثابت الأنصاري يمدح فيها النبي محمد عليه الصلاة والسلام  .

( وأحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني = وأجملُ منكَ لم تلدِ النساءُ

خٌلقتَ مٌبَرَّأ من كلِّ عيبٍ = كانكَ قد خُلِقتَ كما تشاءُ )

فنظمت هذه القصيدة ارتجالا ومعارضة لقصيدة حسان :

فتاتي أنتِ عُمري والرَّجاءُ = وأنتِ الفجرُ يسطعُ والضّياءُ

وإنَّكِ   مُنيتي   وَمنارُ روحي = وَفيكِ الطهرُ يسمُو والوَفاءُ

وَلم أرَ مثلَ حُسنِكِ يا حياتي = ومثلكِ أنتِ لم تلدِ النّسَاءُ

وَإنِّي شاعرُ الأوطانِ أبقى =  مع الأمجادِ والشّمسِ التقاءُ

أنا أرضُ الأغاني وَهْيَ تزهُو =  وَمن زنديَّ يَنْبَعِث   الشّذاءُ

أحبُّكِ كم أحبُّكِ يا فتاتي  = بدونِكِ    كلُّ أيامي شقاءُ

سأبقى مع لهيبِ الشَّوقِ فُلًّا = وَمُنتظرًا متى يأتي اللقاءُ

بقربكِ    تنتشي أزهارُ عُمري = وَبُعدُكِ للمُحِبِّ هُوَ الفَناءُ

إلى عينيكِ فانطلقتْ قلوعي = وحيث أكونُ يزدادُ الرّخاءُ

وفي عينيكِ تاريخي  وَفنِّي = ومن عينيكِ  كم يحلو النداءُ

أنا صرحُ الفنونِ بلا مراءٍ = وللمكلومِ .. في شعري العزاءُ

أنا ربُّ المثالثِ والمثاني = وتجري لي   الأمورُ  كما  أشاءُ

أعَدَّ   اللهُ  للشعراءِ  منِّي = صواعقَ ، والجميعُ لها انحناءُ

وسيفي  دائما  أبدً ا  صقيلٌ = وللحَمقى  يكونُ  بهِ  الشفاءُ

وشعري  الدرُّ  والذهبُ المُصَفّى =   وتمطرُهُ المدائحُ والثناءُ

وَ "حسَّانٌ "   وأفذاذ  عظامٌ  = فلو  بُعِثوا  لأشعاري   اقتداءُ

جريرٌ والفرزدقُ مع أبي الطيْ = بِ صيتُهُمُ   سيحدُوهُ الخفاءُ

أنا ملكُ القريضِ وَفُقتُ عصري = وَقولي الصّدقُ ما فيهِ مِراءُ

أنا ربُّ القريضِ وكلِّ فنٍّ =  وَفيَّ المُنتهَى والابتداءُ

لكلِّ مَنارةٍ وَلكلِّ  عِلمٍ = على طولِ المدى  ألفٌ  وَياءُ

إلهُ الشِّعرِ في   زمنٍ   عصيبٍ = وَفيهِ الخيرُ وَلّى والسَّخاءُ

وِشعري ساحرٌ كعقودِ دُرٍّ = وَيحلو الشّدوُ فيهِ والغناءُ

يُجَسِّدُ كلَّ أحلامي وَحُبِّي = وَغيري نظمُهُ دومًا هُراءُ

وَفي التجديدِ نبراسُ الأماني =    بإبداعي   سيرتفعُ   اللواءُ

" شكسبير" و" نيرودا " و" لوركا " = وَ"خيَّامٌ "  لهُمْ   نعمَ  العطاءُ

مشيتُ على  خطاهِمْ  فُقتُ  عصرًا = تهاوَى   الفنُّ فيهِ لا رجاءُ

وهذا عصرُ لكعٍ   وابنِ لُكعٍ = وفيهِ   العُهْرُ   يطغى   والوباءُ

وإنِّي للسلامِ أتيتُ أدعُو = وَللظلّامِ في سيفي الجزاءُ

تَحدَّيْتُ الرزايا والمنايا = وَلم أحفلْ إذا جاءِ القضاءُ

"على عَجَلٍ كأنَّ الريحَ تحتي " = كأنَّ الشّمسَ من نوري تُضاءُ

هي الأمجادُ قد خُلِقتْ لمثلي = لأجلِ مبادِئِي زادَ البلاءُ

وإنَّ المرءَ بالأخلاقِ يسمُو = تُحلّيهِ الكرامة والإباءُ

وَمن باعَ المبادىءَ خانَ أهلا = فلا حِسٌّ لديهِ ولا حياءُ

غدًا لمزابلِ التاريخ يهوي = عذابُ جُهنَّمٍ فيهِ اكتفاءُ

وَإنِّي في المَعامِع   مُشْمَخِرٌّ  = عنِ الأوغادِ قد ينضُو الطلاءُ

شعاريرٌ لأشعاري سجودٌ = وَنُقّادٌ وَحجمُهُمُ الحذاءُ

شعاريرُ البلادِ لفي انحطاطٍ = وَإنِّي من جنونِهمُ بَراءُ

وَإنَّ الفنَّ من بعدي يتيمٌ = وَكلُّ الشعرِ مِن دوني هُرَاءُ

وَإنِّي  جئتُ   مِن كونٍ بعيدٍ = إلى أرضٍ  يُدَمِّرُهَا  البلاءُ

مَجرَّاتٍ قطعتُ وَجئتُ أدعو = إلى سلم .. ليرتحل الشقاءُ

نبيًّا جئتُ في زمنٍ عصيبٍ =  وَمُنطلقي لربِّي   الولاءُ

وَإنَّ الحقَ لا يُعلى عليهِ = وللأوباشِ نبذٌ بل جلاءُ

وأجوائي  المحبّة لا سُمُومٌ = ولا لؤمٌ ولا شيىءٌ مُسَاءُ

يُعَمِّدُنِي الضياءُ   وكلُّ   طهرٍ = وَغيري قد يُضَمِّخُهَ الخراءُ

وحيثُ أسيرُ يأتي السعدُ دومًا = طيورُ الحُبِّ ترتعُ والظباءُ

وكم غيداءَ قد هامتْ بحُبِّي = عذارى الشعرِ من دوني إماءُ

أنا ربُّ المثالثِ والمثاني = بجوِّ الفنِّ كم يُلقى  الهناءُ

ربيعُ العمرِ أيامٌ وتمضي = زمانُ الرَّغدِ ليسَ لهُ  بقاءُ

هيَ الأقدارُ تسلبنا الأماني = ونمضي للأمامِ فلا وراءُ

لبسنا كلَّ مكرمةٍ وَفخر = وهذا دأبُنا نعمَ الرِّداءُ

على أطلالِ تاريخ عريق = سكبنا الدمعِ كم طالَ الثّواءُ

وكم من دِمنةٍ تبكي بصمتٍ = وتلتحفُ السَّماءَ فلا غطاءُ

ديارٌ لم يَعُدْ فيها مُقيمٌ = ولا يُلفَى لأهليهَا فناءُ

وغابَ الحقُّ وانطفأَتْ شُموسٌ =  وهلْ   يُجدي نداءٌ أو دعاءُ

وطالَ الليلُ وانتكسَتْ نجومٌ = وَغابَ     الأكرمونَ   الأتقياءُ

مشينا في صحاري التِّيهِ   دَهرًا = وزادَ  الهَولُ   ماتَ  الأنبياءُ

وشعري للنضالِ .. لكلِّ حُرٍّ = لأوطانٍ تُعمِّدُهَا الدِّماءُ

وَللحُرِّيَّةِ الحمراءِ بابٌ = يُخَضِّبُهُ الرجالُ الأوفياءُ

إلى عرقِ الثَّرى وَشَجَتْ عُروقي = وَروحي إنَّ موطنهَا السَّماءُ

لنا لغتانِ من وردٍ وَقمحٍ = وتبقى الروحُ يغمُرُهَا النقاءُ

لنا جسدانِ من نورٍ وطهرٍ  = لاجلِ الحقِّ أنفسُنا الفداءُ

لنا الآلاءُ  لا تُحْصَى وإنَّا = لأمجادٍ   سُمُوٌّ   وارتِقاءُ

ولا  تثني   مطامحَنا   صعابٌ = وَمسلكُنا وَمنهجُنا العلاءُ

تظلُّ قصيدتي نبراسَ شعبي = وَيُترعُهَا التألُّقُ والبهاءُ

مُعَلّقتي سَتمْحُو كلَّ قولٍ = لأحرارِ الدُّنى فيها ارتواءُ

لكلِّ مُتيَّمٍ صَبٍّ عليلٍ = لكلِّ مُلوَّع فيها الدواءُ

مُخلَّدةٌ حروفي كلَّ عصرٍ = ومن جيلٍ لجيلٍ لا انقضاءُ

وفي مدحِ الرسولِ أزيدُ قدرًا = ومن مدَحَ الرسولَ لهُ الثناءُ

وَمَنْ مَسْعَاهُ دربُ الحقِّ دومًا = فمنزلهُ ومسكنهُ السَّماءُ

نبيُّ الحقِّ يهدينا سبيلًا = صراطُ الربِّ  كم فيهِ الرَّجاءُ

نبيُّ الحقِّ يعطينا سلامًا = وهديًا للقلوبِ ولا خفاءُ

وَعَلّمنا الفصاحة  فارتقينا = أحاديث لهُ فيها الشفاءُ

أبو الزهراءِ للدنيا ضياءٌ = ومِن أنوارهِ كان ارتقاءُ

ولولاهٌ لكنَّا في ظلامٍ = وما كان الرقيُّ ولا الصَّفاءُ

فجهلُ الجاهليَّةِ كان يطغى = وكم سُفِكتْ وكم سالتْ دماءُ

قبائلُ في البداوةِ لا نظامٌ = وبالإسلامِ قد زالَ العِداءُ

فقوَّمَ أمَّةً من بعدِ جهلٍ = وما عادَ اعْوِجَاجٌ والتِواءُ

شعوبُ الأرضِ رضِ كانتْ في ضِلالٍ = وبالإسلامِ قد عَمَّ الرَّخاءُ

شعوبُ الأرضِ منهُ فاستنارتْ = ومن إيمانِنا  كان العلاءُ

وحضارات بنيناها ستبقى = بها الأكوانُ والدنيا اقتِداءُ

بأندلسٍ لنا أمجادُ فخر  = وعِلمٌ غيرُنا منهُ استِقاءُ

نشرنا العِلمَ في شرقٍ وغربٍ = ولولانا لما كان ازدهاءُ

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل 

توثيق: وفاء بدارنة 



هناك تعليق واحد:

  1. معارضة من اجمل ما قرات.
    لا فُضَّ فوكَ ولا عدمنا محبرك .

    ردحذف