( توسّدِي القلبَ )
النادي الملكي للأدب والسلام
( توسّدِي القلبَ )
بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي
( توسّدِي القلبَ )
توسّدي القلبَ واستبقي لنا حُلُما
هذا أوانٌ يُجِلُّ المرءَ ما حَلِما
بناتُ دهرِكِ قد أبْدَت نواجِذَها
فَصَبِّري العينَ كمْ عينٍ قَضَت وَجَما
وكفكفي كل آهٍ منكِ إنْ نَطقَت
بها الشفاهُ ستُبلي البانَ والعلما
وضمِّدي الجُرحَ بالماضي وما حَمَلَت
ذكراهُ من أملٍ لا زالَ مُرتَسِما
فمُترعٌ كأسُ هذا الشَّوقِ من كبدي
نورٌ على النورِ ما أضنى وما احتَدَما
أفلقة الروحِ هلّا كنتِ خاتِمتي
فقد رضيتُ خلوداً كنتِ أو عَدما
وأستميحك عذراً فالحروف جَثَت
وللركابِ رحيلٌ ودّعَ القلما
فإن سألتِ فمِنْ أيِّ البحورِ أرى
تفعيلةً تستفزُّ الأمسَ لو سَلِما
لَكِ ارتعاشاتُ هذا القلبِ من وَلَهٍ
كصبوةِ الطفلِ إن ناغَيتهِ ابتسما
نبعَ اليقينِ زلالٌ ماؤه عبقٌ
إلّا محياكِ خاب الظنُّ فانهزما
فلا تكوني على جِسرِ الخيال رؤى
بي مثلُ ما بكِ لو تدرينَ، ما انكتما
بي مثلُ ما بكِ من جرحٍ ومِن سقمٍ
يا" مقسطَ الهَمِّ" زِدني أستزِدْ ألما
أنا بقاياكِ أستسقي الزمان وما
يروينيَ العمرُ من عُمرٍ أراهُ ظَما
ولا نَزالُ بِظهرِ الغيبِ أغنيةً
فلا عرفتُ سواها نبضةً ودما
سفرٌ تراتيلُ حبي لا عدمتُ به
بقيةً عند عينيك استوت حُلُما
توسدي القلب واستكفي فإن به
من الملائك جيشاً حامياً عَظُما
إن تأمُريه فجُندُ اللهِ جنَّدَهُم
لو تعلمينَ بما أخفي وما عُلِما
ولي على الدهر ما أشقى بحِملَتِه
ولي عليك أمانٍ فاتركي السقما
لو ألفُ عُمرٍ حباني اللهُ مَكرُمةً
كان افتداكِ بها روحي وما نَدِما
-----------------------
بقلم : جاسم الطائي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق