الحسد على التبسُّم
النادي الملكي للأدب والسلام
الحسد على التبسُّم
بقلم الشاعر المتألق: د.جميل أحمد شريقي
الحسد على التبسُّم)
==================
كم كنتُ أسكبُ في الظلامِ مدامعا
كم كنتُ أصحو مُنهَكاً مُتضعضِعا
فإذا لقيتُ الناسَ أخفي لوعتي
فيرونَ فيَّ الخاليَ المُستمتِعا
أمشي إليهم واثقاً من خطوتي
فإذا فرغتُ بدوتُ ظلاً مُفزِعا
ويُقالُ عني: يا لهُ من واثقٍ!
ويقالُ: قد نالَ السعادةَ أجمعا
والكلُّ يحسبُ بسمتي في وجهِهِ
سعداً ويعمى أن يراها أدمُعا
يا حاسدي عندَ التبسُّم لو ترى
حزني وما أخفي نطقتَ روائعا
عندي همومٌ قد تُزيلُ رواسياً
وتُشيبُ طفلاً للكهولةِ أسرعا
ولواعجي نارٌ تلجلجُ في الحشا
قد تحرقُ الروضَ النضيرَ وأوسعا
فاحمد إلهَكَ إن صحوتَ بصحةٍ
وزدِ المحامِدَ إن غفوتَ بلا دُعا
واشكرْهُ إن عِشتَ الخياةَ بسيطةً
والقلبٌ لا يشكو الهوى والمّدَّعى
واذكر كلاماً واتَّعِظ بجمالِه
سكنَ الفؤادَ وما أقضَّ المضجعا:
( لا تحكمَنَّ على السعيدِ ببسمةٍ
فلربّما يقضي الحياةَ توجُّعا)
وانعَم بسعدٍ قد حُبيتَ رياضَهُ
لا تُسكنِ الأحزانَ منكَ الأضلُعا
ما عاشَ من جعلَ الهمومَ جليةً
وأحالَ أنهارَ الحيا مُستنقَعا
=======================
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة)
سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق