السبت، 7 سبتمبر 2024


واحمِ نفسَكَ واحمِني

النادي الملكي للأدب والسلام 

واحمِ نفسَكَ واحمِني

بقلم الشاعر المتألق: حسين جبارة 

واحمِ نفسَكَ واحمِني

نقّلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ عواصما

طوِّف بها مُتَأقلمًا متناغما!

واسكنْ هناكَ ترَ الشَّهيَّةَ ما ترى

والمُغرياتِ هديَّةً ومغانما

ومُطارَدًا عِشْ كاسيًا أو طاعمًا

فقدَ الهويَّةَ باهتًا ومسالما!

طوِّفْ بروما بالرّباطِ بأنقرا

وارضَ الإقامةَ في الفنادقِ هائما!

قم للتَّزلُّجِ للَّيالي عاشقًا

واسبح ببحرِ الوهمِ تنسَ مظالما!

باريسُ باتت لاشتهائكَ قبلةً

بيروتُ أضحتْ للشَّريدِ ملاحما

برلينُ بردٌ والمنامةُ غربةٌ

صهيونُ تهوى اللَّاجئينَ جماجما

مدريدُ تاريخُ الحنينِ هوًى عفا

فصلٌ يُكَرَّرُ لا يكونُ نسائما

دولُ الطَّوائفِ أسقطتْ حُلمًا غفا

هدمتْ تراثَ العزِّ عُدَّ مَعالما

أرضُ الكنانةِ والشَّآمِ بفرقةٍ

بغدادُ تمحو في النِّزاعِ مباسما

الغربُ يرصدُ في البراري صيدَهُ

ويَذُرُّ في عينِ الطَّريدِ طلاسما

كلُّ الحواضرِ ترتضيكَ رهينةً

غيري أنا لا يحتويكَ مَكَارِما

مهما تَسُدْ تَعُدِ الدَّخيلَ مُهَشَّمًا

يا عائدًا تلقَ الخداعَ مزاعما

طُف في ربوعي واحمِ نفسكَ واحمِني!

يا عاشقي طَهِّرْ رحابي لاثِما!

أنتَ الَّذي أهوى وأعشقُ سرمدًا

حُبّي الخلودُ ولن يلوحَ مواسما

نَمْ في فؤادي لا تعاقر ضِلَّةً

حيِّ الحبيبةَ راكعًا أو قائما!

نقّلْ فؤادكَ في ثنايا مهجتي

وسوايَ يومًا لن تعانقَ عاصما

بقلم : حسين جبارة 

  آذار 2017

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق