ماذا كان يأكل آباؤنا ؟؟
النادي الملكي للأدب والسلام
ماذا كان يأكل آباؤنا ؟؟
بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي
ماذا كان يأكل آباؤنا ؟؟
كيف تمتع الأولون بمستويات صحية ونفسية عالية ؟؟
لماذا يشكو الآباء حاليا من تدني صحة الأطفال وعدم إقبالهم على الأطعمة الجيدة والمفيدة ؟؟
ولازلنا نعاني من مشاكل صحية تتعلق بالعادات الغذائية حتى أن جيلنا يمتاز عن الذي يليه بصحة أفضل ومستويات عطاء أقوى رغم قلة الموارد سابقا ووفرتها حاليا ..
اعتاد الأولون في طعامهم على الحبوب ومعالجة الطعام التي ساعدت في الحفظ للتخزين طويل الأجل أو النقل إلى مدن أخرى وغالبًا ما كان يجري معالجة الحبوب وتخزينها في شكل خبز وكعك وغالبًا ما كانت تُعالج البقوليات وتُخزن ويجري تناولها مع الخبز لتعزيز النكهة.
كما منحت الحبوب الأفراد كميات كافية من البروتين وفيتامين ب وفيتامين هـ والكالسيوم والحديد وقدمت الفواكه والخضروات الألياف الغذائية اللازمة لدعم الصحة.
ورغم ماكان يعتري ذلك من عوامل المناخ وموسم المحصول والنقل والتوزيع أحيانا فقد اعتمدوا على التجارة والتبادل والاكتفاء بالمتاح.
وكان الطب مختلفا فقد اعتمد الاطباء قديما في تشخيص الأمراض وتقييم صحة المريض على أخلاط الجسم سوداء وصفراء والبلغم والدم وتعاملوا على أساس توازن هذه السوائل الأربعة فكان العلاج الأولي يوصف للمريض بتوازن الغذاء ثم يليه العقار ثم الجراحة كبديل أخير.
وكان دراسة الأطباء الأساسية تعتمد على تفاعل الأطعمة في الجسم وخصائصها الدوائية واسلوب تحضير الأطعمة من غلي وحفظ وشواء وغيره
ولعل بدائيات الأطعمة في العصور الأولى كانت الخبز واللبن والعسل ومايلي ذلك من تحضر كان مايجنونه من بساتين العنب والتين والفول والعدس والرمان والزيتون.
واعتمدوا على الخل والبيض والطير والجراد والزبد ولحم العجل وبدأت الألوان تأخذ طريقها إلى موائد الأغنياء
والعظماء .
يبدأ الأمر من الطفولة ومن عادات الغذاء السيئة والتي تؤدي فيما بعد إلى مشاكل طويلة الأمد كالسمنة والسكري والسرطان وأمراض القلب.
وقد تغفل الأمهات عن بعض العادات والإشارات لدى الطفل فتقوم بترجمتها بشكل خاطيء أو تجبره على عادات لا تفيده..
مثل إغلاق الفم أو الابتعاد عن الطعام أو التعليق المتكرر والاكثار من كمية الطعام وأحيانا تشجيعه ومكافأته وليس بتقديم لونا آخر من الأطعمة كهدية وربما كان شكل الآنية أو الطبق مشجعا وربما وقت الوجبة والاستمتاع بها مع بعض التشجيع وليست الفوضوية بل تشجيعه على الاعتماد على نفسه في الاعداد وتقليد الكبار وعاداتهم السليمة.
إن هذه التأثيرات وغيرها تزداد مع تقدم الطفل في السن وحتى الآباء الذين لا يطبخون أو يشاركون في تحضير وجبات الطعام، يكون لهم تأثير غير مباشر على تغذية أطفالهم،
أن طبيعة النظام الغذائي للآباء ترتبط باضطرابات المزاج وصحة الأيض عند الأبناء، بما يوضح كيف ينتقل تأثير النظام الغذائي من جيل إلى جيل
بل أن هناك دراسات تشير إلى أن الذين تغذوا على وجبات منخفضة البروتين والكربوهيدرات كانوا أكثر عرضة لانجاب أبناء لديهم مستويات أعلى من القلق. والذكور الذين تغذوا على وجبات غنية بالدهون كانوا أكثر عرضة لانجاب اناث لديهن مستويات أعلى من الدهون في الجسم،
وربما كان مكان وتوقيت الطعام وبعض العادات المحببة من مكان مخصص أو أدوات المائدة أو البدء بدعاء معين وشكر الام على إعداده واستحسانه ومساعدتها في الاعداد والتنظيف .
ولنبتعد عن الملهيات من وسائل التواصل والأجهزة الالكترونية وقت الوجبة كنوع من التلهي ولكن ليقبل الجميع على طعامه بشهية واهتمام وليس قضاء واجب مفروض ولابأس بمشاركة الأسرة بمشاهد فلم جماعي أو بعض البرامج التي تشغل اهتمام الكل وتبادل الآراء والمواضيع.
صحة الأبدان هي صحة العقول وسائر الجوانب النفسية والاجتماعية ومن ثم عطاء اكبر وسعادة ..
دمتم بخير وصحة وسعادة .
بقلم : امية الفرارجي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق