الجمعة، 31 مايو 2024


{ دعـابـاتِـي }

النادي الملكي للأدب والسلام 

{ دعـابـاتِـي }

بقلم الشاعر المتألق: زيدان الناصري 

{ دعـابـاتِـي }

جاءَت لعينيَ عينٌ في خـيالاتي

               تُداعِبُ القلبَ أيـّامَ الرجاءاتِ


مـاذا أقـولُ لعينٍ عـَزَّ طالِعـُهـا

          سِهـامـُهـا النـار مَوقودُ احتراقاتي


رُميتُ من نظـرةٍ ما كدتُ أبصِرها

        حتى رأتـني صـريعـاً في انهياراتي


تأبَّـطَ الرِمشُ سهمـاً كادَ يقـتلني

       لولا( الردى ) قد طوى أكفانَ لذّاتي


في كُلِّ رِمشٍ لهـا سَهـمٌ يُـداعِـبُني

              نـارٌ تـُداعِبُ أحـلامَ الطفـولاتِ


مالي أرى العين لا تـأتي بواقِِعـةٍ

       كيْ اسـتفيقَ بموتي في انصهاراتي

.........

رأيتُهـا مـَرَّةً مـا كِـدتُ أنظــرهـا

       حتى تـَغشـّى عيوني سَيلَ عبراتي


فَقـُلتُ يـا ويلتي هـذي بواحِدةٍ

         قـد مـزِّقَ القلبُ من أشلاءِ مرآتي


سَـلوتُ عمـريَ لَـم أُسعـَفْ بقاتِلتي

           لـَرُبمـا تُسعِفُ الدُنيـا جِـراحـاتي


هذي الجـِراحات تتلوهـا مـُعـَذبتي

           في كُلِّ يـومٍ أراهـا في تِـلاواتي


أمْ أنـَّهـا تـَلتقي مردودهـا أُذنــي

           لا رَدنـي اللهُ مَجـروحَ اللقـاءاتِ


في أيِّ عـَينٍ أنـا أبغي مُغازَلتي

         عينِ الحـَبيبـَةِ ؛ أم عينِ العـداواتِ


لا ذيْ ولا تِلك' قـد أفقـدتني أملي

    من يـوم لُقيـاكِ قـد ضاعتْ حِساباتي


في كُلِّ عـامٍ أرى روحاً تُعـانِقُني

       تُلقي الحـَنينَ جَحيمـاً في عِناقـاتي

.............

رجـوتُهـا ليـلَةً كـانت مُعـذبتي

          قـد غـادرتني تعيساً في عذابـاتي


قـد عـَذّبتني بِنـارٍ دونهـا ومَـضٌ

          جـَمرٌ تـَلظـّى بـِـهِ قَلبي بِحسراتي


أكانَ مـوعِـدُهـا في لحظِ تَعريتي

         من كُـلِّ شيءٍ سِوى أبقى بِعاراتي؟!


حتى الكـلام الذي قـد كُنتُ أنظمهُ

          شِـعراً لَقـد بـاتَ مَشـؤوماً بأبياتي


بـاتَ الهـوى كُلـَّمـا ألقى مُعذِبَتي

              يَهِيمُ بَغيـاً بِلُقيـا كُلَّ مـأســاتي


هـل تَرحـَم القلبَ يـوماً من قساوتها

            أم أنهـا اجـترّتِ البلـوى لآهــاتي

..........

رأيتـُها ظهـرَ هذا اليـوم ماشِـيــةٌ

            تـَرنـو إلـَيَّ بِعـَينٍ من سَمـاحـاتِ


بيضـاءُ في وجـهِهـا ؛ سوداءُ ملبسها

      قـد أظهـرَ الضـِدُّ موصوفَ الجمالاتِ


كأنّمـا الشمسُ نـالت من مَطالعهـا

             نــوراً ونـاراً - ونـالت كُلَّ أنـّاتي


لمـا دنـوتُ لهـا أبصـرتُ نظـرتهـا

            أُسِـرتُ منهـا بقـَيـدٍ من دنـاءاتي


هـذا هو القلبُ مسـْلوبٌ كذا بصري

       والعقـلُ قـد تـاهَ :هـل تدري مُعاناتي؟


لن يبـقَ مِنـِّي سوى جِسمٍ تـُسَيِّرُهُ

             أحـلامُهـا علـّهـا تـَدري نِـداءاتي

...........

ذابَت بهـا الروحُ مَمزوجٌ بهـا جَسَدي

                 لا قــدَّرَ اللهُ أيـّامَ الفـِـراقـاتِ


رجـوتُ ربـّي بأن ألقـى مَحبتهـا

      قـد طـَوَّقـتني بمـا لَم يُطفِ جَمـراتي


وإنـَّـهُ قــدري أبقـى أُنـاشِـدُهُ

           لِيُـذهِبَ الحـُزنَ عنـّي بـالمسـَرّاتِ


حتـى يكـونَ لقلـبيْ قلبُهـا شغفـاً

           وقلبُهـا عنـدَ قلبي في انشغافاتِي


ورحهـا عنـدَ روحي خيرُ مؤتمـنٍ

          إذ أنَّ روحـيْ لهـا خـيرُ ائْتِمـانـاتي

بقلم : زيدان الناصري

توثيق: وفاء بدارنة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق