(ماذا لَو دامَ السَّلامُ)
النادي الملكي للأدب والسلام
(ماذا لَو دامَ السَّلامُ)
بقلم الشاعر المتألق: زياد جزائري
(ماذا لَو دامَ السَّلامُ)
يَدومُ السَّعدُ لو دامَ السَّلامُ
ويَنمو الخَيرُ مابَقِيَ الوِئَامُ
فَإِنْ غابَ السَّلامُ فَلا رَخاءٌ
ولا حُبٌّ ولا حُلْمٌ يُرامُ
ولا سِلْمٌ بِلا عَدلٍ وبَذلٍ
وإِلاَّ فَهْوَ إِن زالا كَلامُ
لَقَدَ كَتُرَ الحَديثُ وطالَ عَنهُ
وعَرَّفَهُ وفَلسَفَهُ الأَنامُ
وَرَغمَ تَحَضُّرِ الإِنسانِ ظَلَّت
تُشَنُّ الحَربُ ويَزيِدُ الخِصامُ
اَنانِيَةُ الوَرى اشْتَدَّت بِعَصرٍ
تَرَقَّى والضَّميرُ بِهِ حُطامُ
فَكُلٌّ يَبتَغِيْ نَهباً لِكُلٍّ
ومافي عُرفِهِمْ فِعلٌ حَرامُ
وكُلٌّ لا يَرى لِسِواهُ حَقَّاً
ولا يُرضيهِ لِلخَيرِ اقتِسامُ
وباتَ الحَقُّ لِلأَقوى سِلاحاً
ولِلأَغنى .. وأَضعَفُهُم يُضامُ
فَيابِئسَ الحضارةِ حِينَ يَسطو
قَوِيٌّ ثُمَّ يبقى لَهُ احتِرامُ
وَبِاسمِ مَصالِحٍ تَفنَى شُعوبٌ
وَيُختَرَعُ اعتِداءٌ واتِّهامُ
تَخَيَّلْ لو يَسودُ الحُبُّ عَصراً
يُقَرَّرُ لِلحُروبِ بِهِ اختِتامُ
وَمالُ الحَربِ يُنفَقُ في نَماءٍ
فَلا حِقدٌ يَظَلُّ ولا صِدامُ
وتَغدو سَعادةُ الإِنسانِ نَهجَاُ
فَيُقْتَسَمُ الدَّواءُ كَما الطَّعامُ
اَلا لَيسَت حَضارتُنا رُقِيَّاً
لئِنْ دامَ التَّسَوُّلُ والسَّقامُ
ولَو بَقِيَ الثَّراءُ يَزيدُ فُحشَاً
وبَعضُ الخَلْقِ مَأْكَلُهُ القُمامُ
ويَغزو كُلٌّ ذِي بَطشٍ ضَعِيفاً
وَيبقى الظُّلمُ يَطغَى والظَّلامُ
فَلا تَأْمَلْ سَلاماً او وِئاماً
وقُلْ: أَسفي..على الدُّنيا السَّلامُ
شعر : زِياد الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق