(ليسوا بشرا)
النادي الملكي للأدب والسلام
(ليسوا بشرا)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
(ليسوا بشرا)
--------------
كابوسُ ليلي في الضحى أضحى
من طول غَضِّ السّمع والبصرِ
------------
صبحي يبَدِّلُ بالندى جمرا
وبنورِ فجرٍ ظلمةَ السّحَر
-----------
هل ما نرى أضغاث أحلامٍ
أم نقمةٌ هبّت من الضَّجرِ
----------
أم تربتي ضاقت مرارتها
لمّا كوتها زفرةُ الصّخرِ
---------
لجأت إلى ربِّ السما تشكو
فأجابها غوثٌ من القدرِ
----------
ربّاهُ من عادٍ ومن إرمٍ
من قوم لوط فتيةِ النُّكرِ
----------
رباه ممّن ناطحوا جبلا
شقّوا بطون السّهل والحجرِ
----------
ليسوا على شرع ولا دينٍ
ليسوا بجنس من بني البشرِ
---------
هم من بقايا ما نفى كوني
ممن سعوا للعجل كالبقرِ
---------
برأت قرود بعدما مُسخوا
خوفا تبوء بلعنة القدرِ
--------
لم يرحموا أرضا ولا طفلا
أو يتركوا شجرا لدى ثمرِ
--------
من قنصهم للنخل في شمَمٍ
أو قصفهم رملا على أثرِ
---------
هل في البراءة ثأرُ قاتلها
أم بالعيون الطهر من شرَرِ
--------
أم جاءهم فرعونُ في حَبْرٍ
فرأوا بعين بؤرةَ الخطرِ
--------
قال: اقتلوه ومن به حملت
لو عادت الأيام لم أذَرِ
---------
لا تتركوا امرأة ولا طفلا
فلربَّ في الأمشاج مُنتَظَرِ
-----------
والكل في صمت يطمئننا
أن القنابل زخّة المطرِ
----------
من في القبور مشَوا بعالمنا
فإذا بمَيتٍ صفوة البشرِ
---------
من سبّحوا زورا وبهتانا
بكرامة الإنسان والشجرِ
--------
هاهم يعدّون اللصوص على
حقٍّ وذي الأوطان لم يُضَرِ
--------
طوبى لهم قد بِحَّهم همسٌ
حتى أضَرَّ الهمسُ بالوترِ
---------
إن كان للأهواء آلهةٌ
هم من سَقوها رَيّة المطرِ
-------------------------
بقلم : ( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق