( لا تعجلوا نهايتكم )
النادي الملكي للأدب والسلام
( لا تعجلوا نهايتكم )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
( لا تعجلوا نهايتكم )
-------------------------
مراثينا تسابقُ الموتَ واثقة
بأنّ الموت لا يُقصَى عن السببِ
فما يُلقى على صدري وأدباري
غنيٌّ أن يُلام الموتُ في طلبي
وهذا المجرم الملعون يُمطرني
ولا ينأى أمام الموت عن غضبي
كأن الضّعفَ ناجى الصبر مبتسما
وأنّ النار قد نالت من الحطب
فلا تعجب إذا مشفى على يدهم
يواسينا على طفل بلا ذنب
لهم دنيا - وإن يبغونها عوجا
فلا عوج - ولا أمت - لدى ربي
********
انا الأشجار - في جذري نُبوَّتهم
وفي جذري وريث العقد والنسب
انا المنسوبُ في أصل وفي فرع
لخير الخلق من عجم ومن عرب
فلست -وإن قتلت- بتارك أرضي
ولست-وإن أموت- بخائن نسبي
فحسبي في الحياة كفلته بأسي
وحسبي في الكفاح سلكته دربي
دليل الرعب فيهم أن رأوا داري
عرينا للأسود وثكنة للغضب
فنالوها وصبّوا نارهم جبنا
وظنّوا أنّ منجى الأسد بالهرب
أما قد لاحظوا والأرض تّنبتنا
كنخل يزدهي بالعرش والرطب
اما قد لاحظوا في البيت منهدما
نسورا تعتلي بوابة الدرب
تراب الهدم قد يُعلي صوت زأرٍ
لشبل أخطأته شرارة اللهب
فلا يخشون طفلا في النّوى إلا
رأوا بالطفل أوتارا من العصب
بيوتي سوف تبقي الأمس مشتعلا
وقدسي في ضمير الفجر والكتب
إذا لم يفدها ما سال من دمنا
ستفديها - أبابيلٌ من الشهب
سيبقى الرعب في سلم وفي حرب
إذا لم تفهموا أنّ النصر في القلب
-------------------------
بقلم : ( عبدالحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق