( الأوطان لا تشيب)
النادي الملكي للأدب والسلام
( الأوطان لا تشيب)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
( الأوطان لا تشيب)
------------------------
إنّا ابتُلينا - عن خنوع أو عمَد
بالآكلينَ على الموائد من أمَد
بالهادرين لكل حق ثابتٍ
رغمَ التّواتر في الأدلّة والسنَد
بالخاضعين لمن أساءوا وجهنا
زعما بأنّ النصَّ يغني عن سند
والقوم كانوا يوم كنا بالعلا
لا الصّلب ابناءٌ ولا الوطن البلد
إنا حملناهم على خيل لنا
ونحن كنّا - بالخيول وبالولد
فينا الخيانة مذ غرسنا قمحها
في ليل أوطان وفي موروث جد
إنا افتقدنا حلمنا في وحدةٍ
والحلم بعد فواته لا يُسترد
عند العروبة - كل نبض واهنٌ
رغم التّشبُّث بالرداء وبالجسد
لم نبدِ فيها ما يشير إلى غدٍ
رغم التَّميّز بالثراء وبالعدد
رغم التّجاور بالديار وبالرّبا
رغم التّباهي بالخيار وبالمدد
رغم اعتراف بالتراث مُجَمِّعا
وبأنّ حقا لا يضيع إذا اتّحد
إنّا افتقدنا السّبتَ في آمالنا
والفقد للسبت اغتيال للأحد
إنا ابتلينا بالهوان وبالخنا
لمّا أهنّا -والإهانة لم تُرد
ببلادة الأذهان في أمر جلا
بعمى العيون على قرون من رمد
لا تَتّهم في الهون داءَ عروبةٍ
أو شيب رأسٍ في طويلات الأمد
كم طاعن في السِن فاق صَبيّه
ما عاقه في السير حجم أو عدد
لا عمر في الأوطان يُضعفُ ظهرها
مادام للفقرات قصّابٌ رشَد
فالعمر في الأوطان يعلي مجدها
والظهر في الأوطان يقوى بالعدد
لكنه الوهن الذي قد صابنا
من شدّةالحرص الرّخيص على الزّبَد
أسْدٌ إذا نشدوا لدينا ثعلبا
فئران أكواخ إذا نشدوا الأسد
لسنا نواكب عصرنا في ركضه
لسنا على فكر يجدّد ما جمد
لسنا على قلب ينشّط من دمٍ
أو في الضلوع لمن تحدّى أوصمد
عبثا- نحاول درء خلف بيننا
نعلو على جرح التقيّح والفصد
فنرى الجراح وقد تسابَق بعضُها
لتمكّن الأمراض من كل الجسد
سقطت مهابتنا فعشنا خلفنا
في قمرة المجد الذي منهم خلد
كم ذا تفجّع أن أضعنا إرثه
وهو الولود وليس يُخذل من ولد
كم خطّ للأحفاد جسرا بعده
ورأى لهم مجدا يعزّز ما تلَد
لكنه عبَر القرون فلم يجد
من وارث سلك الطريق أو اعتمد
من غرسهم حصد الوصيّ نصابه وعلى رفاق السّوء بعثر ما حصد
هلّا استبقنا الشمس قبل غروبها
ما بعده - إلا غروب للأبد
-----------------------------------------------
بقلم : ( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق