الأربعاء، 15 مايو 2024


هل يلتقى الربيع بالخريف؟ 

النادي الملكي للأدب والسلام 

هل يلتقى الربيع بالخريف؟ 

بقلم الشاعر الشاعر: عبد الفتاح حموده

هل يلتقى الربيع بالخريف؟ 

هكذا مرت الأيام  بسرعه فائقه وغزا الشيب رأسى ووهنت صحتى وضعفت حركتى وازداد الأحساس بدنو الأجل وفي هذه الأجواء الملبده بالغيوم ظهرت هى.. فتاه فى عمر أبنتى  تفيض بالأنوثه والحيويه.. الحياه برحيقها العذب.. بحلوها وابتساماتها..برحابتها الواسعه وأشراقها.. تفتح ذراعيها لى وتنادينى  أن  أقبل  عليها وتشعرنى بأن الحياه لم تنتهى بعد وتعرب عن رغبتها-رغم صغر سنها- فيمن يفهمها ويقدرها.. ويشعرها بأنها إمرأه لها إحاسيسها وشعورها.. كيان يتحرك ويحلم ويريد العيش في سعاده ورخاء.

قالت لى :لماذا تعرض عنى وترغب فى البعد عنى؟ لماذا تشعرنى بقرب الرحيل؟ لماذا تريد أن تتركنى لحياه أجهلها تماما؟ أن  كنت تشعر أن الأيام تمر سريعا فأنا أريدها تمر ببطئ شديد لكى أحس بالحياه لحظه بلحظه ولن يتحقق ذلك إلا بك ومعك..

- يا أبنتى.. أنت  لازلت صغيره السن.. وأمامك الحياه بطولها وعرضها ولاشك سوف يكون لك من هو فى نفس عمرك يشاطرك هذه الحياه بكل مافيها..

-ولكنى لا أريد سواك.. أنت كما أنت.. كل شئ فيك يشدنى إليك..

-لم يبق فئ شئ يا أبنتى .

-بل بقى كل شئ أريد الحياه معك

_كيف تكون حياتك معئ؟

_صفها كما يحلو لك المهم أن تكون لى وأكون لك..

_يااااه

_لاتتعجب أنها أمنيه حياتى أن يكون لى رجلا مثلك.. يكون لى الأخ والأب والزوج و.. الخ معك تكون الحياه الحقيقيه

-ولكنى لا أستطيع العطاء!

-بل تستطيع

-أين أنت منذ زمن بعيد لاختلف الأمر بيننا تماما

_أنه قدرنا نلتقى اليوم وليس قبل ذلك

_ياأبنتى  الأمر يختلف بينى وبينك أنت فى عمر الزهور تتفتح لك الحياه وأنا كالزهره التى ذبلت.. أنت  الحياه تفيض بالحركه والحيويه وأنا حياتى أوشكت على الأنتهاء.. أنت  فى بدايه قصه العمر وأنا على صفحتها الأخيره أنت...

_العمر الحقيقى  يقاس بالإحساس وبالحياه ومدي الرغبه فيها ولايقاس بالورقه والقلم.. ولا بالأيام..

الإنسان لايكبر عندما يمر به الزمن بل عندما تموت الأشياء بداخله عندها يفقد بريقها فيخفض صوتها.

عندما نهض الرجل من نومه ووجد نفسه بمفرده بعد أن رحلت عنه زوجته منذ سنوات طوال ولكنه وجد نفسه ينهض ويملؤه الأحساس بالحياه والرغبه الشديده في الانطلاق بروح الشباب في رحاب الحياه الواسعه... فما رأيكم  هل يلتقي الربيع بالخريف؟

مع تحياتى

بقلم : عبد الفتاح حموده

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق