( وللحياةِ أوجُهُُ )
النادي الملكي للأدب والسلام
( وللحياةِ أوجُهُُ )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( وللحياةِ أوجُهُُ )
ضاقَت بِها نَفسها ... وضاقَ في روحِها الأُفُقُ
وأظلَمَت من حَولَها الأجواءُ ... سَوادَها يَخنُقُ
تَظُنُّ أنٌَ الوُجود ... مِن حَولَها ... ضَيٌِقُ
والناسُ في عُرفِها ... مُُدٌَعٍ ... أو أنٌَهُ مُنافِقُ
كُلٌُهُم في بَغيِهِم أعداءُ ... ماجِنُُ أو فاسِقُ
إن حَدٌَثوا كَذِبوا ... وإذا تَصَرٌَفوا جَرَحوا ... أو أحرَقوا
أفعالهم في شَرٌِهِا ... عَواصِفُُ تُبرِقُ
دَخَلَ التَشاؤمُ في قَلبِها … وفي الوريدِ يُغدِقُ
لا تَنفَعُ الحِكمَةُ في عَيشِها
لَبِسَت نَظَّارَةً سَوداء … كَأنٌَها البُرقُعُ المُغلَقُ
يَفرَحُ الناس منُ حَولِها … فَتَحزَنُ لِرَأسِها تُطرِقُ
أو تَندُبُ حَظَّها ... وتَلطمُ خَدٌَها ... كأنٌَها تُصَفٌِقُ
حِينَما تَرتَئي وتَشاءُ ... يَشوقَها القَلَقُ
عَجِزَ الجَميعُ عَن عِلاجِها ...
سُبحانَ مَن خَلَقَ تِلكُمُ الطَبائِع ... وذلِكَ النَزَقُ
كَيفَما شاءَ بالحِكمَةِ يَخلُقُ
قَد تاهَ في أمرِها الحُكَماءُ حينَما تَنطُقُ
الفَرحَةُ في النُقود ... في زَعمِها تُحَقٌَقُ
والثَروَةُ سَعادَةُُ ما لَها أُفقُ
يسوءُها إن رأت مَيسورَ حالٍ من مالِهِ يُنفِقُ
تَضُجُّ في نَفسُها نَحوَه البَغضاءُ
يا رَبَّها كَيفَ فَضَّلتَهُ بالعَطاء ؟
يا سَعدَها الثَروَةُ ... يا سَعدَهُم مَعشَرَ الأثرِياءُ
يا وَيحَهُم ... مَعاشِرُ الفُقَراء
قَدخالَفَت قَضاءَ خالِقها.… فَجاءَها منهُ الجَزاءُ
مَقتٌ يَدوم … َتَشاؤمٌ وَشَقاءُ
وَعيشَةٌ ضَنكَةُُ ما لَها من إنتِهاء
يا وَيحَها أفسَدَت حياتَها ... ما بِها من هَناء
ما ضَرَّها لَو أنٌَها صَبَرَت …
والصَبرُ حِلَّةٌ في زَهوِها بيضاءُ
واللهُ يَرزِقُ من فَضلِهِ مَن يَشاء
وتِلكُمُ الأيام هو الذي يُداوِلها ما بَينَنا ... طَريقُها لا يُغلَقُ
والدَوام على حالَةٍ أبَداً لا يَصدُقُ
مَن يَنصَحُ … فَإنٌَهُ غافِلُُ … كَذلِكَ يَفعَلُ الناصِحُ الأحمَقُ
فالهِجاءُ كالمَديحِ لَها ... وكَم لَهُ تَعشَقُ
عَجِزَ اللِّسانُ عَن وَصفِها ... وأُفحِمَ المَنطِقُ
وتاهَ في فَهمِها الحُكَماء ... وأُذهِلَت خَلائِقُ
فَقُلتُ في خَلَدي ... مَن مِِثلُها في الحَياةِ يُسحَقُ
مَن يَعشَقُ غادَةً وهيَ لِجَيبِهِ تَعشَقُ ؟!!!
بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيَّة ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق