الاثنين، 27 مايو 2024


*** العودة من الجنة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** العودة من الجنة ***

[قصة قصيرة] بعنوان

👈👈 👈👈👈 👈🌺

(( العودة من الجنة )) 🌺

.                                    ******************

مقدمة

*****

... ✍️✍️✍️📜البحث في دفتر الذكريات📜✍️✍️✍️...

.                      °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وانا اتصفح اوراقي القديمة عثرت على عدد من المجلات (نشرات غير دورية) والتي كنا نحن - شباب منشأة الأخوة - نصدرها في ثمانينات القرن الماضي عثرت  على إحدى  « قصصي القصيرة »  كانت منشورة  في العدد الثالث نوفمبر ١٩٨٦ كنت قد كتبتها في أواخر عام ١٩٨٣ إثر تجربة عاطفية مررت بها .. وعمري حينذاك حوالي ٢٠ عاماً إلا قليلاً ... وهي

 بعنوان :-


.           🌲💚🌲[[ العودة من الجنة ]]🌲💚🌲

.                       🌳💚🌿🌲💚🌿🌳


يلتقيان .. في روضتهما الصغيرة - روضة الحب- على ضوء القمر .. يتعانقان .. تتعانق معهما الأزهار .. يسيران متشابكي الأيدي في إختيال .. يتميلان .. تتمايل معهما الأغصان ؛ ومع أنغام السكون .. وروعة عبير الزهور يتحاوران ؛ تتعالى الضحكات عند طريف الذكريات.. يقطف كل منهما زهرة حمراء يتبادلان الزهور .. بإبتسامة العشاق - بكل معانيها - تقترب الشفاة .. تلتحم .. يتولد عنها 'نغم القبلات' ؛ يسترخيان على العشب الأخضر .. تحت شجرة الذكريات يتأملان - القمر 'رفيق العشاق' - فيصطحبانه إلى أيام الصبا وأجمل الذكريات ؛ يسود الصمت لحظات .. يقطعه فجأة .. تأوهات ذئب قريب .. بل ذئاب .. تتناحر .. تتشاجر .. يزداد صوت العويل ويقترب .. فيقترب الحبيبان .. يلتحمان يرتعدان .. وبلا همس يتوريان في ظلال الأشجار .. تمر سحابة كثيفة تحجب ضوء القمر .. قد واتت الفرصة ليفرا .. جريا .. الذئاب في كل ناحية .. إرتطما بأحدهم .. وقعا ..هرب ولم تستطع الهروب ؛ صرخاتها تشق الصمت .. يعلوا عويل الذئاب فرحاً بفريستهم الشهية يزداد صراخها ثم يهدأ فجأة ؛ 

نهض صديقنا من نومه فزعاً..لا يزال دوي صرخاتها بأذنيه ؛ تاهت الكلمات في حلقه وتبلبلت أفكاره ؛ فدس رأسه في الوسادة الحريرية حتى هدأ ؛ ثم قام فاستغفر ربه واستعاذ من الشيطان.. وفتح إحدى النوافذ ليطل على حديقته فوجد الصبح وقد تنفس والشمس وقد اشرقت وملأت الجو نوراً بوميضها الذهبي ؛ ولكن الطيور لم ترسل ألحانها كالعادة . ؛ فقد كانت دائماً هي الجرس الموسيقي الذي يستيقظ على تغريدها الشجي فلماذا لم تغرد في هذا اليوم بالذات ؟! وما مغزى نهاية ذلك الحلم ؟! الذي كان يراه من قبل صافياً تسود فيه المودة بينه وبين محبوبته . فلماذا ؟! وماذا ؟! وكيف ؟! أسئلة كثيرة تطارده تحاصره .. يضىق بها رأسه .. حاول عبثاً التخلص منها والتلهي عنها بالخروج من قصره إلى حديقته الغناء عله يجد إجابة !!

فأخذ يجر أقدامه حتى وصل إلى حيث يتناول إفطاره كل صباح ؛ فجمع ما طاب لنفسه من الثمار وجلس على حافة حمام السباحة الذي يتوسط حديقة القصر ؛ ولكن شهيته لم تساعده على تقبل أي شيء فوضع ماجمعه من الثمار بجانبه ؛ ثم أخذ بتأمل صورته على صفحة الماء .. فوجد الشيب قد بدأ يكسو رأسه وبدأت التجاعيد تنسق خطوطها في وجهه.. لقد تغير كثيراً عن أول يوم قدم فيه إلى القصر .. قبل أن يصبح قصراً ؛ بل عندما كان قفرأ مجدباً .. أخذ يعيد شريط الذكريات حتى وصل إلى أعجب إتفاق  وأغرب مصادفة في حياته  ؛ إنه لا يزال يلمح ظهر ذلك اليوم المطير الذي أعلن فيه زواج محبوبته - دون رضاها - وقد غاب عن بلدته في هذا اليوم بحثاً عن دواء لأمه المريضة .. ولكن هيهات .. لقد قدر لها أن تفارق الحياة وأن ينقطع أخر خيط يربطه بهذه البلدة .. فهجرها .. وما بعد ذلك من ذكريات أليمه لا يزال يذكره جيداً .. حتى استطاع أن يصنع لنفسه قصراً مشيداً تحوطه حديقة غناء .. كان دائم التنسيق لزهورها والتقليم لأغصانها - عل-  هذا يكن سلوى له وعوضاً عن حبه الذي فقده في بلدته ..ولكن طيف حبيبته مايزال يطارده وشبح الحب الذي تركه مازال أمامه .. وهاهي أخر ليلة تجسد نهاية مفزعة لحلمه.. لماذا هذه النهاية ؟! لماذا .. لماذا ..؟! 

راودته فكرة العودة لبلدته ولكن اين يذهب كل هذا الصرح ؟! ولمن يكون ؟! أخذ بتأمل حصاد عمره في جنته كأنه يودعها .. يتأمل أغصانها وزهورها وثمارها.. ويربت على كل ما يقابله ويقبله .. وفجأة سمع همساً فوقه وظلاً لفتاة أمامه على الأرض .. خاف ..إرتعد .. كاد أن يجري .. تماسك نفسه .. نظر إلى الأغصان ؛ طيف حبيبته أمامه على أحدهم .. في صورة عذراء .  تساءل.. أأنت هي ؟! ما جاء بك إلى هنا ؟! فلم ترد ..! هبطت على الأرض.. إقتربت منه تأملها جيداً ..إنها حقاً محبوبته  .. جرى نحوها يحتضنها ولكن أين هي لقد إختفت من بين أحضانه .. إزدات حيرته من كل ما يحدث في هذا اليوم العجيب..فقرر العودة إلى بلدته.. ليتحقق من كل هذا الذي يحدث .. فأعد الرحيل وذهب حتى وصل إلى بيتها فوجد جمعاً من الناس ونسوة يلبسون ثياب الحداد .. إعتقد أن زوجها قد فارق الحياة .. وأنها إنما أتته لتخبره في صورة طيف عذري ..ولكن لم يطل إعتقاده فقد سأله أحد الحاضرين من انت ؟! وعمن تبحث ؟! هل جئت معزياً ؟! قال:- له نعم . قال:- فليرحمها الله فقد ماتت لبعد محبوبها عنها وقد طلقها زوجها بعد زواجهما بعدة شهور.. فنهار صديقنا مغشياً عليه وبعدما أفاق .. قال:-

لقد قدر لكي أن ترقدي هنا ..وقدر علي العذاب ! 

  بقلم :  علاء_الشربيني_

🌷🌷قرية🌷

..............

. منشأة الأخوة / أجا / دقهلية 👈 في١٩٨٣/١٢/١٩

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق