( التُّوتُ الوَبِيل )
النادي الملكي للأدب والسلام
( التُّوتُ الوَبِيل )
بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح
( التُّوتُ الوَبِيل )
يُزمجِرُ ثَغرُكَ طَرَبًا
بينَ أيكِ هَدِيلِ زَغرَدَةِ البَلابِل
فَتُستَطابُ بهَا الجَنَادِل
بَينَ هَمسَاتِ آيَاتِ
مَنَاهلِ عَويلِ القَصِيدِ
أيها الوطَنُ العَجُوزُ المُرَاهِق
بِنتُوءِ ثَغرٍ
في طُحلُبِ القَلبِ المُسَافِر
على مَخمَليةِ العُمرِ المَدِيد
حُمرَةُ حَملةِ جُرأةِ الشفَتَينِ تَهُون
تَعوِي وتَنزوِي
كمَا الريحُ العقيم وتَنكَوِي
علَى مَرمَريةِ خَمرَةِ الرِّضَابينِ
تَمرُّ وتَنضَوِي
ولَا يَضوِي هذا الوطنُ النَّبِيل
يَنبَرِي ويَهزِي ويَصُون
يَبُوحُ كَالوَكرِ ولا يَلِينُ
علَى مَحفَّةِ الوَتِين
يَشتَهِي هَامسًا
صَوتَ حَفِيفِ التُّوتِ الوَبِيل
فَيَنكَمِشُ في رِحَابِ الليلِ الأنِين
مُستنِدًا ومُلتَحِفًا
بِبُردةٍ مِن طَنِينِ
لُجيِّنِ القَمرِ المُستَنِير
مُرتجفًا كَفرَاشَاتِ البسَاتِين
مِن فَوقِ ظلامِ
كُهُوفِ الحَنَاجِر المُستطِير
كحَشرَجةِ الأفُولِ
عِندَ فَحِيحِ الأفَاعِي
تَطيرُ نَحلةُ السنَابِل
وتقفُ صَرعَى فَوقَ
سَامِرِ حَمَأةِ السنَابِك
في حقُولِ خُيُولِ
مَرمَى جَريدِ النَّخِيل
تَقفُ بَاكيَةً
نَخلةُ الثكلَى والأرَامِل
تنظرُ مِن بَعيدٍ
لِثغَرَاتِ عُودِ القَمحِ المُقَامِر
تَحصُدُهُ المنَاجِل
هَا أنَا ذَاكَ
وهَا أنتَ بَينَ المرَاجِل
تَغلِي فِيكَ سَلَاسِلُ الهُمُوم
ولَا تنطفئُ المَحَاجِر
يَحُكُّ طَيفُكَ كَالسلسَبِيلِ
في قنِّينَةِ العِطرِ المُدَاهِق
بِقَارُورةِ سُندُسِ
شِغَافِ ذُبُولِ الرُّوح
مرتحِلًا إلى أسوَاقِ المَوتِ
حَولَ طُوفَانِ الأقصَى
بِحرائِقِ طَوقِ رفحِ الأسِير
دِمِشقُ تَدعُوكَ بِتَوقٍ
أيهَا الحَجَرُ الجَلِيل
ولَا تنتظِرُ الدَّلِيل
فِغَزةُ بُركانٌ
فِي أسوَارِ بُستَانِ
غَمرةِ سُودَانِ القَتِيل
وَيَمنُ لِيبيةِ بَابِل
تُعَانِقُ في رَحِيقِ المَوتِ الهَائِل
تحضنُهُ ببطءِ الزمَنِ قنَابِلُ المَشَاتلِ
فِي عَجَلٍ بَينَ أهدَابِ المَدَافِعِ
تَحدُوكَ مُنعَّمَةً وزحفًا
طُيُورُ الزُّهُورِ الغَوَالِي
ويقرُّ عِشقُكَ أيها المَغرُور
بين سِمَاتِ ضُلُوعِي
وتَكِنُّ في الحَشَا رَجفًـا
جَمرَاتُ اللقا حُزنًا وتثُور
لِمَوتِ خَلِيلِ المُحبِين.
........ ........ .........
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ،مصر.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق