( لِجَامُ عِطرِكِ )
النادي الملكي للأدب والسلام
( لِجَامُ عِطرِكِ )
بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح
( لِجَامُ عِطرِكِ )
فِي لَيلَةٍ كَحلَاءَ شَقرَاءَ قُرمُزِيَّة
يَستَفِزُّنِي لِجَامُ عِطرِكِ البَيَّن
النَّاشِئ مِن تَلابِيبِي
كَحِصَانِ طِروَادَة
يُحفِّزُنِي ويَستَدعِينِي
بِزَادٍ وزُوَّادٍ وزيَادَة
يوقِظُ رُجُولَتِي ويُعِينُنِي
ويَعنِينِي بِريَادَة
تُغرِينِي بَحَّةُ صَوتِكِ الليِّنِ والهَادِئ
بَسمَتُكِ نَبرَاتُ ضَحِكَتِكِ الفُستُقِيًِة
يَروِينِي سَمتُكِ الهَينُ بِالشَّاطِئ
وهَمسَاتُ نَبضَتِكِ المَلائِكِيَّة
مَا زَالَت عَينَاكِ أُبهَةَ سَمَاءٍ
صَافيَةٍ دَافئةٍ تترَجَّانِي
دَائمَةِ المَطَرِ كَعُنوَانِي
تُصَلِّي وتهوَانِي
تَرمِينِي بِلَحظٍ فَتَّاكٍ
فَأصبُو هَرعًا
لِصَدرٍ مَيَّاد يَأوِينِي
يَحمِينِي مِن تُرَّاهَاتٍ
كَم بِتُّ فِيهِ وفِيهَا نَجيًّا !!
تُرِيدِينَ الأختبَاءَ والاختِفَاءَ منِّي
وأنا نَبَتُّ مِنكِ وبِنتُ شقِيًّا ؟!
وكُنتُ فِي دَهَالِيزَكِ السِّريَّة
بُرعُمًا بَينَ أَغصانُكِ الشَّجِيَّة
بينَ مَرَاكِبَ أعضَائِكِ الشِرَاعِيَّة
تتمَلَّكُنِي بِحَزمٍ وبِكُلًِ شَرعِيَّة
عُرُسَاتُ الجَنَّةِ والقيَامَة
أستبِيحُ مَا طَاب مِنهَا لِيَ
فيتبَعثَرُ الحَيَاءُ هَبَاءً وأنَانِيَّة
تُسدِلِينَ سَتَائِرَ العُمرِ بِاشتِهَاء
عَلَى نَكهَاتِ شَايِنَا وقَهوَتِنَا
وشَالُنَا بِحَنِينٍ وجُنُونٍ وكِبرِيَاء ؟!
مِن أينَ جِئتِ بِكُلِّ هَذَا العِنفِوَان ؟
عيناكِ مِن أي عَالمٍ أتت بالرَّخَاء ؟
بِجُلِّ هَذَا السِّحرِ والفَيَضَان والنَّمَاء
الطوفَانُ والبُركَانُ والزِّلزَالُ أنتِ ؟
عَينَاكِ فَتِيلٌ يشتَعِلُ بِالضِّياء
مُسدَّسَاتٌ تُجَرِّدُنِي مِن أسلِحَتِي
تَستَهوِينِي بِالنَّقَاءِ والبَقَاء
فَمَن يَستَطِيعُ
إشعَالَ قَنَادِيلِكِ غيري ؟؟
................................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق