*** قمر أخضر. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
** قمر أخضر. ***
بقلم الشاعر المتألق: رياض ابراهيم عبيد
*** قمر أخضر. ***
قَمَرٌ أخْضَرٌ، وَلَيْلٌ رَبِيْعْ
وَظَلامٌ عَلى الجُفُوْنِ صَرِيْعْ
كَخُيُوْطٍ مِنَ التَّلَهُّفِ مُدَّتْ
بَيْنَ قَلْبٍ بَدْعٍ، وَنَبْضٍ بَدِيْعْ
تَحْبِكُ الخُضْرَةُ الرُّواءَ رِداءً
فَيُلاقي المَدى بِبَحْرٍ وَسِيْعْ
وَالعَصافِيْرُ لا تَنامُ لِتَصْحُوْ
كَيْفَ تَغْفُوْ وَشَمْسُها في سُطُوْعْ؟
عُصْبَةُ الطَّيْرِ تَغْتَلي خُيَلاءً
تَتَباهى بِعُرْفِها المَرْفُوْعْ
تُعْلِنُ الحُسْنَ بَرْلَمانَ حَياةٍ
تَرْتَجِيْهِ، وَأنَّها لا تَرُوْعْ
وَبِأنَّ الغُصُوْنَ مَلْفى جِياعٍ
وَبِأنَّ البُطُوْنَ مَرْسى قُلُوْعْ
فَغَدٌ يا جِياعُ خَمْرٌ وَأمْرٌ
يَسْبِغُ الرِّزْقَ وَيَسْتَوْفي الزُّرُوْعْ
كٌنْتَ خَوْفاً فَصِرْتَ أمْناً وَشُكْراً
ثُمَّ كُنْتَ السَّنا، وَكُنْتَ الهُجُوْعْ
كَيْفَ يَمْتَدُّ طُوْلُكَ العُمْرَ، عَفْواً
كُنْهُ دَهْراً، فَالدَّهْرُ سَوْفَ يَضِيْعْ
وَتَمُرُّ السُّنُوْنُ دُوْنَ انْقِطاعٍ
فَتَدُوْرُ الرَّحى، وَيَفْنى القَطِيْعْ
يا مَدارَ الصَّبابَةِ اقْرأْ سُكُوْني
وَهْوَ يَرْوي حِكاياتِ الوُلُوْعْ
وَاسْتَمِعْ حِيْنَ تَذْرِفُ العَيْنُ عَزْفاً
مُتْعَبَ الوَقْعِ، مُسْتَطِيْبَ الوُقُوْعْ
ذابَ قَلْبي في قِصَّتي بِخُشُوْعٍ
ثُمَّ أضْفى عَلى الخُشُوْعِ خُشُوْعْ
أنا أحْيا هُناكَ، يا لَوْعَتي مِنْ
صَخْرَةٍ حَطَّمَتْ جِباهَ الخُنُوْعْ
كُلَّما الطَّيْفُ مَرَّ بي، قُلْتُ عُدْنا
وَانْتَهَيْنا، لكِنَّني المَخْدُوْعْ
كُرَةُ الثَّلْجِ هذهِ كَلَهِيْبِ
السَّنَواتِ الَّتي تَهابُ الرُّجُوْعْ
كَيْفَ تَمْضي كَسَحابٍ يَتَلاشى
أوْ كَسَيْلٍ يَتَشَظّى في الرُّبُوْعْ؟
ثُمَّ تَصْحُوْ فَإذا العُمْرُ رُكامٌ
وَإذا الكَوْنُ كُلُّهُ مَفْجُوْعْ؟
يَسْتَرِيْحُ الضِّياءٌ مِنْهُ بِلَيْلٍ
ثُمَّ يَدْعُوْ الصَّباحَ كَيْ لا يَضِيْعْ
قَمَراً أخْضَرَ انْتَهى بَيْنَ حُسْنٍ
يَتَوارى، وَبَيْنَ قَلْبٍ صَرِيْعْ.
القلمون في: 16/6/2023
بقلم : رياض ابراهيم عبيد
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق