*** خطوط متوازيه. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** خطوط متوازيه. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
*** خطوط متوازيه. ***
أأنا جنيتُ أم الحياةُ الجانيه
نفسٌ هنا بينَ الضلوعِ مُجافيه
نظرت إليَّ عنيدةٌ فتبسّمت
خافت بأنَّ دواخلي كغلافيه
حاورتُها أنَّ العيونَ غزونني
لكنّها رغمَ المعرةِ شافيه
فوصفتُها في جملتينِ فلم أزد
في حسنِها جناتُ عدنٍ زاهيه
خرجت عليَّ بحسنِها ميمونةً
ممشوقةً مسدولةً متباهيه
لم أستطع حتى تمالكَ حالتي
وانا أقولُ بغيرِ وعي ها هيه
حتى طهت قلبي بملحٍ زائدٍ
وشوت شعوري في الشواءِ الطاهيه
وعظت فؤادي حينما صارحتُها
فحسبتُها كالريزخونةِ داعيه
لغتِ الصداقةُ هدّدتني مرةً
قالت فلم تسمع بقلبي لاغيه
حكمت عليَّ بحكمِها فتصرَّفت
مثلَ القضاةِ لتستبدَّ القاضيه
ملأت مساحاتِ الفؤادِ محبّةً
أمست جميعُ مشاعري متعافيه
حرصت على فهمي فغاصت هاهنا
ولكي تجوبَ فلم تضيّع ثانيه
أتبيعُ حبّي في مزادِ شعورِها
وهي التي كانت لذلكَ شاريه
تيَّهتُ اسم حبيبتي ناديتُها
ليلى الربابُ وما أجابت ماريه
ضحكت وغضّت طرفَها وتبسَّمت
قالت ستعلمُ ياحميدُ حسابيه
رجفت ضلوعي رجفةً عفويةً
وتلعثمت حتى تداعى مابيه
وقد اعتقدتُ بأن تطولَ عقوبتي
ويصيرَ درسًا للودادِ عقابيه
ورجوتُها بالحبِّ لكن لم أجد
إلّا الملامةَ والمُلامُ رجائيه
أثبتُّ عزمَ مودّتي وأقمتُها
لكنّها تأبى فتصبحُ نافيه
وهناكَ حاولتُ التحاشي علّني
أصفو ولكن لن يجيدَ تحاشيه
أخبرتُها أنّي بذلكَ مغرمٌ
وجميعُ أعضاءِ الحبيبةِ عاصيه
ضحكت بمفردِها وغاضت مهجتي
لكنّها خلفَ الحقيقةِ باكيه
ومودةٌ لم تسقها لتقصَّها
لكنّها بالقلبِ تبقى ناميه
ودُفعتُ نحو بدايتي في حبِّها
لأكونَ منحسرًا بتلكَ الزاويه
عصفت بعينيها وشحّت وجهَها
وإذا مناراتُ المحبَّةِ ثاويه
حيثُ الجمالُ أحاطَها بمهابةٍ
ولها الملاحةُ والغضاضةُ حاشيه
رجّت تلابيبي فأمست مهجتي
هي والمحبةُ في التودّدِ طافيه
غضبت فأزهرَ خدُّها بحيائها
فعرفت أنَّ حبيبتي متحاميه
قالت تهذّب لا تجادل وانتبه
واجعل قريضَك موجزًا لمعاليه
أفتت بحرمةِ حبّها ولعلّها
قالت فراجع يا حميدُ فتاويه
كلُّ الخطوطِ تقاطعت لم استطع
جعلَ الغرامِ خطوطَهُ متوازيه
فتركتها أمشي سريعًا ناسيًا
ورجعتُ أركضُ في سباقِ الضاحيه
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق