***الثواني الأخيرة ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***الثواني الأخيرة ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد رضا 

***الثواني الأخيرة ***

كلما علا دخان سيجارتي، يأخذ معه أنفاسي محملة برذاذ احتراق الثواني الأخيرة من عام يحمل أشلاءه بتثاقل، مخلفا وراءه بقايا من ظلام مخيف يلتحف غيمات باردة وقليل من قطع ثلجية..

الطريق مظلم والأعمدة الممتدة على طرفي الطريق تعلوها فوانيس تكابد قساوة الشتاء دون وقود غير أنها أصبحت خلوة لطيور تنشد الدفء..

بنزق تركل الريح ما خلعته الأشجار من عبء  ثقيل..يتخلله خيوط من مطر مهاجرة..

عواء الشوراع يصم أذني الفراشات وهي تبحث عن ثقوب نافذة مطلة على قلوب تبحث عن الأمان، 

قطعة من الثلج مقبض نافذتي..كلما حاولت الإمساك بها تنتابني قشعريرة باردة.. يا الله.. هذه الفراشة قتلها الظلام..هاجرت دون وجهة مستقبلية..

قلبها الصغير لم يعد يحتمل الخوف وبرودة الشتاء..

يرتجف قلبي وأنا أودع الثواني الأخيرة من عام ثقيل أتعبني بقاءه.. يحمل بين طياته شتى أنواع العذابات وقساوة الحياة، علني أستقبل عاماً يحمل البشرى ويمحو هذا الظلام الحالك.

بقلم : محمد رضا

توثيق: وفاء بدارنة