*** حكاية عاشق ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** حكاية عاشق ***
بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال
*** حكاية عاشق ***
على أرض جنوبية سقاهُمْ،
من حنين ِ خِضابها مجدا،
رواهُمْ من بركاتها شراباً طَهوراً،
ومن رياضِ الحوضِ عفويّة
وألقى في مَجاريهِمْ معيناً ،
لا يقاسُ بأيّ وزنٍ ،
نصفهُ عشقٌ تخلّلهُ رجاءً،
ونصفُ الجَري تَنبعُ منه قدسيّة .
وقد بلَغوا مصافَ الحب ّ ،
واقتَسَموا رغيفَ الشَّوقِ بينهُم ُ،
وأما الوجوهُ إذا ضحِكت،
ترى البُشرى بطلعتهِم وأنواراً إلهيّة .
هنا كُشفتْ لهم حجبٌ مخبّأة ٌ،
بألفِ شروق ٍ وألفُ صلاة ،
بلا ضوضاء وبلا وَميض ،
ويقالُ تلكَ روحيّة .
وذاكَ النورُ جاورهم يحاذيهم،
يحاكيهِمْ لتفهمهُم ،
لتعرف مكامنَ الحبَ الجلي ،
تحتاج ملاييناً من السّنوات ضوئيّة.
وكانَ الفجرُ ممزوجٌ بطلعَتهِم ،
فهم كالبدرِ أو أحلى فتلكَ النّجمةُ العلياءُ ،
تحرسُهم ْ تسامِرُهم وتلفحُهم نسائمُ ،
الليلِ على وجنات وردية .
لذا صمَدوا بوجهِ الظّلمِ واحتشدوا ،
بقاعاً جنوباً شمالاً ،
تكاتفَ الكلُّ في عامل،
وقد نزفوا سويّاً على الأرض الجنوبية .
أرادوا نُصرة َ الأقصى ،
وهبَوا دونَما خوفٍ تُظلّلهُم صخرة ُ المعراج،
ونخلةً مريم العذراء ،
تسقط رطبَها الممزوجِ حرّية
سيأتيكِ يا طفلة الأقصى رجالاً ،
أولي بأسٍ إذا جاثوا ،
وترجعُ ضحكةَ الطّفلة بلمسةٍ،
من مدينة الشّمس وأرواحٍ جنوبية .
شعر مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة .
طوفان الأقصى.
5/12/2023.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق