( بينَ أمسي ويومي)
النادي الملكي للأدب والسلام
( بينَ أمسي ويومي)
بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري
( بينَ أمسي ويومي)
أمسي الذي كم ذُقتُ فيهِ مِنَ العَنا
اليومُ أعشَقُهٌ وقَد أمسى المُنى
باتت جراحِيَ فيهِ ذِكرى حُلوةً
وهزائمي مَجداً تكَلَّلَ بِالسَّنا
كانت تُصارعُ دونَ يأسٍ مُهجَتي
والنبضُ في صدري كَما وَقعُ القَنا
والفكرُ نَبعٌُ والقريحةُ روضَةٌ
غَنَّاءُ والإلهامُ يَحفَلُ بِالجَنى
وجحافلُ الآمال تزحفُ للوغى
لا كَلَّ حاديها ولا العزمُ انثنى
ماكانَ أمسَاً مُترَعَاً بِسَعادةٍ
او كانَ محفوفاً بِأَزهارِ الَهَنا
لَكِنّني عِشتُ الحياةَ لِغايَةٍ
وعرفتُ فيها ماأريدُ وَمَنْ أَنا؟
والأَمسُ مَرَّ وجاءَ يوْمٌ بَعدَهُ
بِهِ كَم تَجَمَّدتِ المَطامحُ والمُنى
لا حُبَّ لا أشواقَ فيهِ ولا رؤَىً
لا أصدقاءَ ولا أحِبَّةَ حَولَنَا
فَأَحبُّ اوقاتٍ لَنا وقتُ الكرى
إِذْ فِيهِ نَنْسى أَمسَنا بَل يَومَنا
حتى الطبيعة لم نعُد نحظَى بِها
ونرى الكنارَ مُغَرِّداً والسَّوسَنا
مانشتهي ياقلبُ والدُّنيا غَدَت
كَجزيرةٍ في البَحرِ تُحكِمُ عَزْلَنا
لا الناسُ ناساً إن نَشدنا وُدَّهُمْ
أَبَداً ولا الدُنْيا كما كانت دُنَى
مازالتِ الأشواقُ فيكَ حَبيسَةً
والفِكرُ فَيَّاضَاً وعِشقُكَ بَيِّناً
لكنها الأيامُ أمست صَعبَةً
والبؤسُ فيها صارَ داءً مُزمِنا
والناسُ ماتَ الرِّفْقُ فيهِم والهوى
ولبيبُهُم بالفَقرِ أُنهِكَ والضَّنى
والمُبدعُ الموهوبُ ضاعَ مَكانُهُ
فانقادَ في طلبِ الحوائجِ مُذعِنا
في عالمٍ جُلُّ الضَّمائِرِ أَجدَبَت
فيه وللْشَهواتِ تركُضُ والغِنىَ
أَمسي الذي أرَّختُهُ بقَصائِدٍ
ورَعَيتُ فيهِ مبادئي والمَوطِنا
بِصَفائِهِ وشقائِهِ وهُمومِهِ
أهْواهُ إٍذْ هُوَ ماغَنِمتُ مِنَ الدُّنَى
شعر : زياد الجزائري
ليل ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٣م
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق