( هل يرجع العمر)
النادي الملكي للأدب والسلام
( هل يرجع العمر)
بقلم الشاعر المتألق: سامر الشيخ طه
قصيدة بعنوان ( هل يرجع العمر)
أيها العمر عد بنا أربعينا
أو إذا شئتَ عد بنا خمسينا
واعدنا إلى الشباب قليل
إن روح الشباب تنبض فينا
أو أعدنا إلى الطفولة منها
ساعةٌ أو دقيقةٌ تحيينا
فلقد ذبتّ للطفولة شوقاً
ولقد ذبتُ لهفةً وحنينا
أنا بالأمس كنت ألهو صغيراً
فإذا بي سأبلغ الستينا
كيف مرَّ الزمان يعدو سريعاً
كيف نيسان قد غدا تشرينا
لكأن الشهور مثل ليالٍ
وكأن العقود مرًَت سنينا
وربيع الحياة صار خريفاً
وبما فيه من أسىً يكوينا
**************
أين أنتم يا من ملأتم حياتي
أملاً في الحياة والعيش حينا
كيف ضعتم مني وكنتم ملاذاً
من سهام الدنيا وحصناً حصينا
أين ذاك الأب الذي كان ردءاً
ناصحاً هادياً رحيماً أمينا
وإلى الخير كان خير دليل
وعلى الحق كان دوماً مُعِينا
كيف من بعده قضيت حيات
وبقلبي جرحٌ يئنُّ أنينا
**************
أين أمي التي بكيت طويلاً
حين ماتت وخلَّفتني حزينا
كيف أحيا بدونها وهي روحي
حملتني في البطن تسعاً جنينا
ومن الثدي أرضعتني حليباً
ومن العقل أورثتني دينا
ورعتني طفلاً صغيراً وكهلاً
ورعت زوجتي وحتى البنينا
هي أمٌّ وجدةٌ وملاذٌ
وهي كانت للحب دوماً مَعِينا
نبع حبّ.ٍ ينساب في كل قلبٍ
وهو ما كان في العطاء ضنينا
ولقد صرت بعد أمي يتيماً
ولقد صرت يائساً مسكينا
**************
وعلى الدرب قد فقدت صديقاً
طيباً هادئاً محباً رزينا
كان لي صاحباً وكان رفيقاً
وأخاً في الحياة حقاً يقينا
وبفقدانه فقدت الغوالي
فكأني فقدت كنزاً ثمينا
****************
أيها العمر عدبهم وأعدهم
نحن من بعد موتهم قد شقينا
لم يعد في حدائق العمر زهرٌ
نرتجيه ونقطف الياسمينا
أيها العمر لن تعود ولكن
حلمٌ ما يزال يكبر فينا
وسيقى معي يداعب روحي
حين أمسي تحت التراب دفينا
٥ _ ١٢_ ٢٠٢٢
المهندس : سامر الشيخ طه
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق