( عامُُ مَضى يُلَملِمُ أحزانَهُ)
النادي الملكي للأدب والسلام
(عامُُ مَضى يُلَملِمُ أحزانَهُ )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
(عامُُ مَضى يُلَملِمُ أحزانَهُ)
سَألتُها ... وأنا لا أفهَمُ في وَجهِها تِلكُمُ الطَلاسِمُ
ما خَطبُكِ ... والبَسمَةُ في ثَغرِكِ تُرسَمُ ؟
ماذا دَهاكِ ... وهَل تُفرِحُ في شَرعِكِ الأحزان ويُفرِحُ الألَمُ؟
عامُُ مَضى والظَلامُ يَملَأُ أفقَهُ والسَوادُ قاتِمُُ
قَد أظلَمَت سَماؤنا وخَبا البَريقُ يا وَيحَها الأنجُمُ
كَيفَ تُفرِحُنا العَتمَةُ ... ولَم تَزَل تُعتِمُ ؟
فَلَم تَعُد تُبهِجُ الأنفُسَ تِلكَ الرُبوعُ قَد زُركِشَت
من سُندُسٍ أخضَرٍ تَشوبُهُ زينَةُُ ... ولا الشَذا تَسوقُهُ النَسائِمُ
ولا الرَبيعُ زانَهُ النَرجِسُ أو وَردَةُُ بِثَغرِكِ ... أو تِلكُمُ البَراعِمُ ؟
ولَم يَعُد شَعركِ شَلٌَالُ تِبرِِ هادِرِِ
كَأنٌَهُ من سَنابِلِ الحُقول يوشَمُ
يا لَها الجَدائِلُُ كَم كُنتُ أعشَقُها من خُيوطِ شَمسِنا تُجدَلُ
عِندَ الأصيلِ ... كَم يَشوقُ لَونُها الأنفُسَ ... وكانَ لي يُلهِمُ
ولَم يَعُد يُزهِرُ بالوَجنَتَين ... ذلِكَ القُرُنفُلُ ؟
ولَم يَعُد يَنعَسُ في جَفنِكِ السَوسَن ؟
كيف الشَقاءُ يوغِلُ بِروحَكِ فَتُزعِنُ ... تَنساقُ تَستَرسِلُ ؟!!!
لا تَنبُتُ الوُرودُ في شِتائِنا ... ؟
والفَراشاتُ من حَولَها لَم تَعُد تُحَوٌِمُ ؟
فأزدادَ في ثَغرِها التَبَسٌُمُ
قُلتُ في خاطِري ... لَعَلٌَها قَد أصابَها الجُنون
وَبَعدَ بُرهَةٍ تَثور ورُبٌَما تَلطُمُ
تَطَلٌَعَتِ الغادَةُ نَحويَ ... والشِفاه ... من دَهشَةٍ تَبسُمُ
فَتَوَجٌَستُ من حَذَرٍ لَعَلٌَها تَهجُمُ
لكِنٌَها إستَرسَلَت بالفَرحَةِ تُسهِمُ ... يا لَهُ في نَفسِكَ ذلِكَ التَشاؤمُ
في غَدٍ ... عامُُ جَديدُُ قادِمُ
لَعَلٌَهُ بالبَهجَةِ لِلجَميعِ مُفعَمُ
مَرحى لَهُ التَفاؤُلُ ... يا وَيحَهُ التَشاؤُمُ
هَل شُؤمُنا لِلجِياعِ يُطعِمُ ؟
أجَبتَها ... ما أجمَلَ أن تَستَرسِلي تُعَلٌِميني الدُروسَ ... فَقَلٌَما أعلَمُ
بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق