**قراءة نقدية لنص جلالة الصمت. **
النادي الملكي للأدب والسلام
** قراءة نقدية.لجلالة الصمت **
بقلم الناقد المبدع : الجيلالي شراح
***قراءة نقدية لنص جلالة الصمت ***
" الشاعر يبدع مرة ، والناقد يبدع مرات.
الأول ينتهي نصه مع وضع نقطة النهاية، ليدخل في مخاض جديد لالتقاط مدخل لقصيدة أخرى، بينما الثاني يستمر في ضخ دماء الحياة في الحروف من خلال تسليط الضوء على مكامن الجمال والمعاني المستترة.
كانت مفاجأة طيبة من الأستاذ الناقد Jillali Cherrah من خلال تناول قصيدتي (جلالة الصمت ) بالدراسة والتحليل، الأمر الذي اسعدني وأثلج صدري، ولا أملك إلا أن أقول له (شكرا بلا حدود ولا انتهاء)": غزلان شرفي، شاعرة من المغرب.
_______________________________________________
قراءة نقدية لقصيدة بعنوان "جلالة الصمت " للشاعرة غزلان شرفي من المملكة المغربية.
--------------------------------------------
من خلال عنوان القصيدة، الذي جاء جملة اسمية، تتركب من مسند و مسند إليه، "جلال الصمت"، الصمت الذي يكون أبلغ من الكلام في كثير من المواقف،كما أن حروف عنوان القصيدة تتأرجح بين الجهرية و الهمسية، و هو تعبير عن حالة الشاعرة، التي تنزع للصمت و السكينة، و ترنو في ذات الآن للانفجار الذي قد يحصل في أية لحظة، و هي تحذر من أي حكم قيمة متعجل من الطرف الآخر، لحد اعتبار الشريك في أية علاقة كانت بأنه انهار و استسلم و انكسر تماما، كما تنبه الشاعرة إلى عدم الازعاج باستباحة حرمة الآخر المتكرر ليل نهار، وبين الليل و النهار فراغ منقط تعطي الشاعرة فرصة للمتلقي بملء ما بينهما بما يشاء...، ثم تنبه و تنذر المخاطب بألا يعلن نفسه محتلا منتهكا لباحات و رحاب و قار الآخر، ويذعنه للاحتكار أو الهيمنة. و تستمر الشاعرة في المقطع الرابع بالتنبيه إلى أن الصمت ما هو إلا إخطار بدنو لحظة الانفجار، مع الإشارة إلى أن الشاعرة تساير مخاطبها في مهادنة تليق بمقامه أو المكانة التي منحها لنفسه، باستعلائه و عجرفته، ذلك من خلال المفردة التي استعملتها(إخطار)، وهي مفردة منتقاة، تنم عن أسلوب راق في التعبير و اللياقة الأخلاقية، تكون عادة من شخص إلى آخر أعلى درجة و تراتبية في الهرم المجتمعي، غير أن الشاعرة تنتقل في المقطع الخامس و بتسلسل متزن و منطقي للأفكار، بكشف حقيقة ذات الآخر؛ بأنه واهم، يبني أحكامه على ظنون واهية، وفي المقطع السادس تصدح بحقيقة الصمت مستعملة مرادفات مستوحاة من الطبيعة الكونية بالإشارة إلى الصخب و الهدير و الموج الذي يغرق و يبيد، و لا يبقي أو يذر خلفه أثر، وكل حروف هذا المقطع جهرية صادحة قوية، تعبر عن انفعال الشاعرة و عدم استصاغتها للأحكام الصادرة في حقها. و في المقطع السابع تخرج الشاعرة من التلميح و الإيحاء إلى التصريح بأن موضوع قيمة مخاطبها يتمركز في السيطرة على قلبها، غير أن الشاعر تتنبه و تفطن لمقصده بالتزام حكمة الصمت، و كان ذلك هو القرار.
اعتمدت الشاعرة أنساق لفظية راقية تخاطب الوجدان و الروح معا، في تفاعل تام، يشي بالعذابات التي تعانيها النفس أو الروح التي تتعذب بالعشق و الهيام، يطبعها الانكسار، الانطواء أو الصمت الذي يكون هدوءا متبوعا بالعاصفة التي تحرق الأخضر و اليابس.
وظفت الشاعرة جرسا موسيقيا داخليا، ساده تناغم داخلي أعطى إيقاعا ملائما للحالة الشعورية للشاعرة المتأرجحة بين الهدوء و الانفعال، بل الانفجار و الرفض لواقع الحال.
توفقت الشاعرة إلى حد كبير في التشكيل الهندسي لقصيدتها النثرية، كما تناغمت مفرداتها و حروفها مشكلة سمفونية موسيقية خدمت الوحدة الموضوعية و التيمة المعبر عنها في القصيدة بامتياز، و بألق
الجيلالي شراح - المغرب
( جلالةُ صمتي)
لا تتعجلنّ القرار
وتلقي بالتهم جزافا
وتٓسِمني بالانكسارْ
لا تلقيٓنّٓ الأحجار
في بركة هدوئي
تستبيح حرمتها
ليلٓ.......... نهارْ
لا تعليٓنّٓ رايات الاستعمار
على باحات وقاري
وترضخٓني للاحتكار
فما صمتي....
إلا إخطار
بدنو لحظة الانفجار
واهم ياسيدي
حين ظننتٓ
صبري ضعفا
يعلو محياه
الاصفرارْ
تحت عباءة صمتي
صخب وهدير
موج يغرق ويبيد
وما يترك خلفه
من أثر ولا أنوارْ
على عتبة قلبي
أنخْتٓ راحلتك
تنوي الاستقرارْ
ببرودك
بجبروتك
بما أوتيت
من إصرارْ
عذرا سيدي
فجٓلٓبتُك وسطوتك
لن تمنحاك
حق التقدم
سوى لأمتارْ
فصمتي
عنوان حكمتي
وقد اتخذتُ
.....القرارْ
بقلم ؛ ✍️غزلان شرفي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق