*** لم يحن وقت المجيء ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لم يحن وقت المجيء ***
بقلم الشاعرة المتألقة : عبيدة وهوب
#قصص_عبيدة
*** لم_يحن_وقت_المجيء ***
في اليوم الأول من ولادتها سألها زوجها ماذا سنطلق على مولودنا الأول
قالت له دون تردد : آدم
قال : و لما آدم
ردت عليه : آدم بداية للبشرية و ابننا هو بداية امومتي
قال لها : لك ما تريدي عزيزتي
جمعت اكفها و احتضنت عيناها و بدأت تبكي بشدة
و تقول بسرها آدم كان بدايتي و نهايتي
فآدم هو حبيبها الذي مات منذ أعوام
كانت ذكرى حبه تعيش معها منذ سنوات و هي تكابر على وجعها و لا أحداً يدري بعذابها المخبأ بداخلها
مع الالم ااذي لم يغادر رأسها منذ وفاته
عاشت وحيدة مع سرها الدفين الذي خبأته بأضلعها
و بذكراته دون البوح لأحد
عاشت كجسد الروح فيه فارقته فاعتزلت كل شيء
إلا ذكراه التي بقيت تناجيها بكل لحظة تمر
كانت كل ليلة ترافقها وسادة من أشواك الآسى مليئة من دموع الحزن و لم يعلم بحالها سوى ربها الذي كانت تدعو له ان يلهمها نعمة النسيان بعد ان فارقها قلبها و دفن مع حبيبها للأبد بعد إجبارها على الزواج من الشاب الذي تقدم لها
وبعد أربعة اعوام من زواجها طرق بابها زائر ثقيل لم تستطع صده أصابها الوهن و الضعف وتغيرت ملامحها كان الشيخوخة سكنتها لم تدرك أن المرض الذي أصاب رأسها بدأ يلتهم بريقها و يطفئ نورها يوم بعد يوم
كانت لحظات مؤلمة و مفاجأة كالصاعقة عندما أخبرها أحد الأطباء بوجود ورم بالدماغ و لكنه حميد و هو السبب لصداعها المستمر طوال سنوات و عليها الخضوع لعلاج مناسب
مرت الأيام و هي بحالة لا تحسد عليها رافقها الالم المتزايد خلالها استمرت بأخذ العلاج فترة من الزمن دون فائدة عندها اكد لها الطبيب لا بد من إجراء عمل جراحي لتشفى من مرضها و ان الراحة النفسية أهم من العلاج دون الاستسلام للمرض أو التفكير به
ودعت كل شيء كانها تودع الحياة قبل دخولها إلى غرفة العمليات و فكرت هل ستلتقي بحبيبها بالعالم الآخر فطالما انتظرت و تمنت هذا اللقاء منذ زمن
مضت ساعات كانت قاسية على الأطباء و على زوجها
الذي وقف امام الباب دون حراك كالساعة التي صدات عقاربها والزمن شلت حركته كأنفاسه التي كانت تتوقف عند كل حركة يسمعها خلف الباب
خرج الطبيب و أخبره أن العمل الجراحي قد نجح
بكى زوجها من شدة فرحه ثم سجد و حمد الله لانه استجاب لدعائه
خرجت من غرفة العمليات وضعوها على سرير بغرفة العناية المركزة و هي تهذي تحت تأثير المخدر
و تنادي آدم
فجاة سمعت صدى صوت آت من بعيد ركضت فاتحة ذراعيها باتجاهه كان حبيبها يقف مدت يديها لتمسك به فقال لها : قفي و لا تقتربي أكثر
حبيبتي انا بالسماء أراك و أراقبك دائماً من بعيد انا معك وبجانبك و انتظرك و لكن لم يحن وقت مجيئك إلي
سأرد لك قلبك لينبض من جديد من اجل آدم الصغير
فهو بحاجة لك اكثر مني
هيا و استيقظي و عيشي من أجله و من أجل زوجك هذا الشخص النبيل الذي عاش فقط ليقدم لك كل أسباب السعادة و الفرحة
ثم تلاشى الصدى و غابت ملامحه وسط الضباب بدأت تبكي بعدها أحست بيد ناعمة صغيرة تمسح دموعها
و تلمس وجهها
فتحت عيناها على صورة زوجها و احتضان ابنها لها
و هو يبكي و يقول : أمي انا أحبك هيا و اذهبي معي لنحتفل سوية فاليوم عيد ميلادي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق