*** وكانت ...لحظات ***
رابطة حلم القلم العربي
*** وكانت لحظات ***
بقلم الشاعرة المتألقة: عبيدة وهوب
قصص_عبيدة
*** و_كانت_لحظات ***
كانت تأتي كل يوم لزيارته تجلس لساعات بجانبه
و هو مستلقي على السرير بغرفة العناية المركزة مع ضجيج الاجهرة التي كانت تخدش مسامعها و هي تروي له كل ما مر بيومها و تقرأ له الكتب و الروايات
و الصحف و المجلات و ما كتبه قلمها من خربشات
لقد كان بغيبوبة منذ ثلاثة أشهر وهي تعيش على امل ان يستيقظ و يستعيد وعيه و ذاكرته
_ قالوا لها الأصدقاء : ألا يكفي هذا الحزن
_ قالت : و ما حاجتي بغيره حاولت جاهدة ان اتخطاه
و لكنه اختارني وطناً له و استعمرني طويلاً حاولت الفرار منه و لكن عبثاً كان يلاحقني كظل لا يفارقني بعد تلك اللحظات التي جمعتني به
فقد كانت ذكرى لمولدي و ذكرى لموتي عندما مضت
و دُفنت عند الأطلال و دفنتُ روحي معها و ما زلت أزورها كل يوم لأستعيد أجزاء منها لأرممها فابكي قهراً عليه و احترق شوقاً و اذوب حنيناً و اختنق بالآهات
فالفرح لم يرافقني إلا عندما خيم ظله علي و نحن نسير سوية و أيدينا تشابكت كتشابك الأغصان بالأشجار مع رجفة تلملم حنان اللمسات
السعادة غمرتني عندما ضممته بعيني و كلي شوقاً لرؤياه
فالعمر ليس أرقام تُعد و لا أيام و اعوام تُحصى بل دقائق من لحظات تقضيها مع من تحب
و أن كان هو فاقد لذاكرته فانا لن أنسى ذكرياتنا
و ستبقى تلك الحظات معي حتى الممات
_ قالوا : ما احلامك
_ اجابت : أحلامي تكسرت كزجاج و حطمت كل شيء جميل بعد ان تناثرت اجزائها فأعمت عيناي إلا عن رؤياه حلمي بان تعود له ذاكرته إلى ما قبل اللقاء و يتصل بي ليخبرني ان غداً موعد التلاقي
بعد ان جفت المآقي
و كيف كنت لقلبه الترياق
ثم ارد عليه يا سيدي
ألا تشعر بنار البعد عنك كيف تريد إحراقي
كنت حديث النفس و ساكن بسرداب أعماقي
انت عهد الهوى و ستبقى بأعماق الروح باقي
فانا اتزين بالصبر و اعيش على لحظة عناقي
و عند انتهاء الأتصال أطير مثل فراشة بالسماء
و اعد الثواني و ارتب انوثتي السمراء
أضع عطري الفواح و البس ثيابي البيضاء
و عند الفجر تسابق دموع الفرح قطرات الندى لتغمر الأزهار الحمراء لتغني الحان الوفاء
أركض على الطريق كطفلة كانت تنتظر إشراقة شمس العيد ثم افك عقدة الحروف و اجمع منها كلمات و انا أرددها بداخلي
وعندما ألتقي به سأخبره ما كتمت عنه من أسرار
و سوف أقول له:
لقد انتظرتك اعوام لأعيش معك لحظات هيام
بعد ان غزوت نبضاً خُلق لك و القلب هو من دعاك
غيرت ملامحي بشهقة روح عندما نثرت بشرى هواك
كنت مقصد الفؤاد بدعاء مستجاب و لايوم عصاك
و عند اللقاء نسرع الخطا و تشدنا الأيدي للسلام
ثم تتعانق النظرات مع رقيق الكلام فتأثرنا همسات الغرام نجلس لنحتسي اقداح الهوى و نرتوي من رحيق الكلمات نستنشق نسائم الحب و ننعم به كأمراء على العرش بقصر الحكايات
آه... لو يرجع بي الزمان لنسجت حوله شرنقة حتى لا تصله
يد أنس او جان
و اغلقت كل الأبواب حتى لا يتخطى أسوار المكان
و ألغيت من قاموس الأبجدية كلمة وداع
و لكن ايدي القدر طرقت الابواب و حطمت الاقفال
و كسرت كل الأسوار لقد كانت موجعة ضربت لحظاتنا بسوط الأحزان و لم ادرك انها ستخلع فؤادي من بين الضلوع
بعد ان تعرض لحادث أليم عند انتهاء اللقاء بلحظات
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق