*** لا عزاء ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لا عزاء ***
بقلم الشاعر المتألق: ناصر الدسوقي
*** لا عـــزاء ***
لا ترفـع صـوتـَكَ يا صغـيـرى بالنَّــــداء
قـد مـات مِـنَّـا الحـاكِـمُـــون ولا عَـــزَاء
ضَـمِّـدْ جِـرَاحَـكَ وانطَـلـِق وسـط الخَـلاء
واحـفـظـ لـِسـانـكَ مِـن رِثـاءٍ أو هِـجَــاء
ارفع يـديـكَ وصَـوِّبْ وَجهَــكَ لِلـسَّمـــاء
فاللـهُ أعـلـمُ لكِـن فاخـشَـع فـى الدُّعـــاء
وَقُـلْ لـهُ ابـنُ العُـروبةِ لا يَقـوَى البَــلاء
وفى دُعَـائِـكَ لا تَـذكُـر لـهُ الأسْـمَــــــــاء
فـبِحَـقِّ ربِّـكَ مَـنْ يَحِــقُّ لهُ الـثَّـنَـــــــــاء
فَهُمْ كَقَيحِ الجُـرحِ أو لِلسَّيل فهُـم غُـثَــاء
اهـدأ صغيرى لا تُجهِـش قـلبـكَ بالبُكــاء
وامسـح دُمـوعَـك قلبـى قـد مـلَّ العـنــاء
أَعْلَـمُ أنَّ الأرضَ صارت تُروَى بِالدَّمــاء
والزرع فيها قد تيبَّسَ صار نباتُها الأشــلاء
هيَّا اِختَبِئْ خلْفَ الجِـدار وظهـرُكَ لِلوراء
فشظـايا جُـنُودُهم تُدمِّـرُ تفتِـكُ الأحشــاء
ولا تـســـأل لمـاذا قـد تجـــرَّأَ الـغـوغــــاء
فالعــربُ صـاروا كالفُتـاتِ بِقعـرِ الوِعـــاء
أتُـرَى عُـروقَهُـم مـا عـاد فيهـا مِـن دِمــاء
وأرضُنا للغاصِبينَ ونحنُ مَنَ وَجَبَ الجَلاء
أمَـا يغـارُونَ حِينَ تُسحَـبُ كالدَّوابِ النِساء
أمَـا تحـرَّكَ سـاكـِنٌ لمًّـا رَأَوْا خَـلْـعَ الـرِّداء
مـا للقُـلُــوبِ صـارت فـى جُمُــودٍ وجـفــاء
أما نَظَـرُوا الصغـيرَ غـارِقًا وسَـطَ الدِّمـاء
وغيرُهُ بِصـدرِ أُمِّـه بِرجفةٍ يبغى احتواء
بعـضَ الـثَّــوانِ , هـل يُـفــــارقُ أَمْ بَقَـــاء
عُـذراً صغِيرِى حُكَّامُنا آذانُهُم باتت صَمَّاء
وَيَرَوْا بِأَمْرٍ ما يُـرَادُ ولنا عُيُونُهُـم عَمْيَـاء
وكَأنَّهُمْ سَعَـفُ النَّخِيلِ حِينَ يُحَرِّكُهُ الهَواء
فـأمـرُهُ طَـوْعَ الرِّياحِ فى سُكُـونٍ واِنحِـناء
ولَئِـن نَجَـوْتَ مِـنَ القـنـابِـلِ وقُـوَّةٍ رَعْنَـاء
لا تنتظِـر مِنهُـم سِـوَى الطعـامِ أوِ الكِسَـاء
أمَّـا إِذا نِلْـتَ الـشهـــادةَ مِـن ربِّ السمــاء
فَقُـلْ لَهُ العَـرَبُ ماتوا ولَنْ نُقِيمَ لهُمْ عَـزَاء
*************
لا عزاء
ديوان / حينما غاب القمر
بقلم : ناصرالدسوقي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق