السبت، 1 مايو 2021


*** استراحات القمر  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  استراحات القمر   ***

بقلم الشاعر المتألق : محمد علي الشعار 

***  استراحاتُ القمر   ***


جاءَ من عُنقودِه اليومَ خبرْ


كرمةُ الأرواحِ أيضاً تُعتَصرْ 


أسأرَ الكأسَ شراباً طيّباً 


واحتسى لذّاتِه حتى اختمرْ 


خبَّ خيلاً في يَراعٍ ألِقٍ 


واعتلى عارضَ سطريهِ البطرْ 


ما احتوتْهُ لوحةٌ فنِّيةٌ


فنمتْ خارجَ حدَّيْها الأطُرْ 


لم يُفسرْ ذاتَهُ مُقتدِراً 


وسرَى خلفَ مبانيهِ كُثُرْ 


منذُ كانت بذرةُ الحبِّ ثرىً


في الثرى كانت تُناديهِ ثمرْ


اقشعرَّ الحرفُ فَيْئاً حولَه 


حيثُما ناجاهُ وافاهُ الشجرْ 


أوقفتهُ لحظةٌ ريّانةٌ


دونَ أن يدري لماذا فانتظرْ 


دارَ في عقربِ ساعاتِ الدجى 


نصفُه النومُ ونصفٌ للسَّمرْ 


غزلَ الخيطَ صباحاً سُندساً


واصطفى من شوكةِ الوردِ الإبرْ 


يمّمَ الضلعَ اتجاهاً وجرى 


شطرَ جمرٍ يتلالى فانصهَرْ


قال إنّا في سمانا خافقٌ


فجّر النورَ شعاعاً وانتشرْ 


نحنُ في جنْبينِ خطَّ الاستوا ..


ءِ ٱمتدادٌ مُستهامٌ مُستمِرْ 


والتي عندَكَ ليلٌ نفسُها 


في اقتراحاتِ الضياءاتِ نُهُرْ    


لقصيدِ السهدِ والليلِ الذي


سارَ فينا عندَ حرفينا مَمرْ  


ذاكَ مهما جلّلَ البعدُ المدى   


وتجنّى ما اختلفنا في النظرْ 


وأغانينا خريرٌ في نهَر 


وارتعاشاتُ طيورٍ في الوترْ 


خبّأتْ عيني بقلبي لمحةً


لكِ كي لا يقتنيها من عبرْ 


اِقرئيني مرّةً بعدَ الصدى


حاملاً من محويَ الآتي صُوَرْ 


فأنا عُشُّ ٱنتظارٍ فارغٌ


وحنينُ الريشِ في جُنحِ السفرْ 


كلما سافرْتُ وحدي عائداً


نحوَ نفسي نخلةً ظلّي هجرْ 


وسّعتني دائراتي نظرةً 


عندَما أسقطّتُ في صمتي حجرْ  


لم يكنْ وحييَ نُطْقاً عاقلاً 


إنّما مَن دائماً فيَّ هذرْ  

   

نفخَ الريحُ بشطّي زَبداً 


واعتراني البحرُ موجاً فهدرْ


كلُّ أُنثى لبستْ ثوبَ نوىً


خلعتْهُ عندَ ذنْبٍ يُغتفرْ 


قاربتْ من كانَ يهواها لظىً 


وتفرّى في سما الليلِ شررْ 


اِبتدتْ همزةَ برقٍ خاطفٍ


وانتهتْ فوقَ قصيدي كالمطرْ           


أرسِمُ الوجهَ غياباً آسراً


في وسادي واستراحاتِ القمرْ 


كنتِ دوماً طيفَ ضادٍ شارداً


باحثاً في رؤيتي عن مُستَقرْ 


تعبَ الصيّادُ من عُصفورِه 


كلما أوترَ قوسَ السهمِ فرْ 


أقتفي ما كانَ مني يختفي


في القوافي أثراً بعدَ الأثرْ


لم يزلْ يهتزُّ قُرْطٌ لامعٌ


كلما الشعرُ على بالي خطرْ .


بقلم : محمد علي الشعار 

٢٩-٤-٢٠٢١

توثيق : وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق